القائمة الرئيسية

الصفحات

رأي: لسنا سلبيين ولا سوداويين، ورأينا منطلقه الغيرة على تاريخ الريف والسينما الريفية

 

لسنا سلبيين ولا سوداويين، ورأينا منطلقه الغيرة على تاريخ الريف والسينما الريفية

     بقلم الأستاذ فريد المساوي

       خرجت الكثير من التدوينات تصف الذين أدلوا بآراء ومواقف حول مشروع إنتاج الفيلم السينمائي أنوال بأنهم متهافتون أو سلبيون أو ذوي نظرة سوداوية وما إلى ذلك من الأوصاف، بل وهناك من شكك في دوافع هؤلاء وسوء نواياهم تجاه حفظ ذاكرة الريف التاريخية من جهة، وإغناء الخزانة السينمائية الريفية من جهة ثانية.

        وما دمت من الذين عبروا عن موقف مشكك من هذه التجربة وظروفها أود أن أوضح انني من أكثر الناس غيرة على تاريخ الريف وذاكرته والمساهمة في حفظهما ولو بأبسط الإمكانيات المتوفرة.

        وفيما يتعلق بالسينما في الريف، بدا اهتمامي بالموضوع قبل الإرهاصات الأولى لظهورها، خلال التسعينيات بسبب الاسف الشديد على غياب تجربة سينمائية ريفية احترافية آنذاك وانا أشاهد تجارب قبائلية (أدرار ن بايا) مثلا وغيره من التجارب، او تجربة منطقة سوس السائرة آنذاك في تطور مستمر (بوتفوناست)، (سات تظانكيوين إموران)، (حمو أونامير)... لدرجة أننا انخرطنا ودعمنا (أنا وغيري) تجارب ضعيفة لأناس هواة آنذاك من باب أن الشي خير لا شيء، ففي هذا الصدد حضرت وتتبعت تصوير مجموعة من تجارب المخرج مصطفى الشعبي بتطوان، بل وتطوعت بتشخيص أدوار ثانوية أو تكميلية في شريطين اواخر التسعينيات.

         أما حين ظهرت تجربة محمد بوزكو وغيره من الفاعلين في المجال السينمائي، وكنت اعرف بوزكو قبل ذلك كاتبا مبدعا أقرا إبداعاته الادبية الرائعة، وأعجبت كثيرا بروايته (ثيشري خ ثما نتساراوث) التي قراتها أكثر من مرة، بل وقرأت آنذاك أغلب الكتابات النقدية التي تناولتها. ومند بداية إنتاجاته التلفزيونية وأنا أتتبعها بشغف كبير سواء الأفلام أو السلسلات الرمضانية. ابتداء من (مقهى باك يامنة) وصولا إلى المسلسلات الأخيرة (ميمونت) ،(الوريث الوحيد)، (مغريضو)، و(تيبراتين ن مرزوق)، هذا إضافة إلى العديد من الافلام، وصراحة أنا أكثر الناس ثقة بالمسار التقدمي للسينما الريفية، وأثق بقدرات محمد بوزكو وغيره من الفاعلين الأساسيين في تجربة السينما بالريف، وليست لدي أية حسابات مع أي كان، ورأيي الذي أدليت به كان منطلقه بالأساس الغيرة على تاريخ الريف والسينما الريفية، خاصة إنتاج تاريخي يتعلق بحرب الريف وبشخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي لا شك أن كل منا راوده حلم ان ينتج عنه يوما فيلم او مسلسل على أن تتوفر فيه خصائص الجودة المرجوة والإتقان والموضوعية التاريخية، خاصة ونحن نعرف مدى حساسية هذا الموضوع، إذن فهذه الحساسية التي لا ينكرها أحد وحظوة المشروع بالدعم الرسمي من المركز السينمائي المغربي من جهة، وحجم الدعم المالي المخصص للمشروع من جهة ثانية هو ما جعلني أدلي بموقفي وأتمنى ان يعوض هذا النقص بقدرات فريق العمل ومهاراتهم وإمكانياتهم ليكون الفيلم في مستوى التطلعات.

تعليقات

التنقل السريع