رأي حول التورناج
المتعلق بإنتاج فيلم سينمائي حول حرب الريف وزعيمها محمد بن عبد الكريم الخطابي
بقلم الأستاذ: فريد المساوي
علاقة بموضوع التورناج الذي بدأ مؤخرا
لإنتاج فيلم سينمائي حول حرب الريف وزعيمها محمد بن عبد الكريم الخطابي، وما انتشر
من آراء ومواقف سلبية أو منتقدة
للتجربة، اود أن أشير إلى مجموعة من النقط المحددة لمواقف المتتبعين المشار إليها.
-حين يتعلق
الأمر بتاريخ الريف المعاصر، خاصة شخصية محمد بن عبد الكريم
الخطابي ومقاومته، فإننا أمام موضوع كان إلى عهد قريب يعتبر من الطابوهات، ثم ولو أنه
مؤخرا بدا التعاطي الرسمي مع هذا التاريخ فبقراءة ليست بالموضوعية، بل يتم تقديم
ودعم قراءة انتقائية مجردة من كل ما من شانه أن يتعارض مع القراءة الرسمية
المؤدلجة للتاريخ، وتتم تنقية هذا التاريخ من كل ما يمكن أن يسبب حرجا للجهات
الرسمية في البلاد.
إذن من هذا المنطلق يتصور المتتبعون أن الدعم الرسمي
لإنتاج من هذا النوع لا بد أن يندرج ضمن مشروع هذه الكتابة الرسمية للتاريخ.
- ثانيا هناك من اتخذ موقفا من اختيار مجموعة من الممثلين
من مناطق مختلفة بدل الريف، رغم ان هؤلاء ايضا ممثلين عاديين وليسوا ذوي تجربة
كبيرة، وهذا من شانه أن يكون مبررا لإنتاج فيلم تطغى عليه الدارجة المغربية أكثر
من الريفية في الوقت الذي نرى فيه الخزانة السمعية البصرية الريفية أكثر حاجة إلى
تراكم الإنتاجات من غيرها، وكذلك الصور الاولى التي تسربت من التورناج، فيها أمور أبعد
ما تكون من الشبه بالصورة المتعارفة للريفيين أثناء حرب الريف، مثل الجلاليب
المخططة وشكل العمائم مثلا.
- هناك نقطة
أخرى تتعلق بقدرة المغاربة على تجسيد الدراما التاريخية بشكل عام، فلحد الآن ليس
هناك عملا تاريخيا واحدا من إنتاج مغربي يمكن اعتباره إنتاجا مشرفا، وللتأكد من
ذلك شاهدوا نموذج مسلسل (مولاي اسماعيل) مثلا، هذا مع أن موضوعه لا يرتبط بأية من
الحساسيات من الجهات الرسمية كما بالنسبة لموضوع حرب الريف، شاهدوا المسلسل، ولا
نطلب مقارنته بالأعمال العالمية الكبرى بل فقط ببعض المسلسلات التي تتناول التاريخ
العربي الإسلامي مثلا، لتستنتجوا أنه دون الضعيف، لا شيء.
إذن فالاصوات والمواقف التي بدات تلوح هنا
وهناك حول مشروع فيلم أنوال لا يمكن تصنيفها كانتقادات هدامة، بل آراء في مسالة
واضحة نتائجها، فلو كان المشروع ينتج في الخارج وكامل الاستقلالية ويعتمد على ما
يكفي من موارد مالية تغنيه عن طلب الدعم من المركز السينمائي المغربي لما كنا نسمع
مثل هذه الانتقادات، وكأن أصحابها يقولون أنه نظرا لأهمية تاريخ أنوال ومولاي
موحند فإنه يستحق إنتاجا أفضل.

تعليقات