القائمة الرئيسية

الصفحات

تصريح حول حركة 20 في الذكرى الثانية لإنطلاقها (2)




سمير المرابط  (فاعل أمازيغي)

       عاش المغرب منذ سنتين تحديدا يوم 20 فبراير 2011، والأيام التي سبقت هذا التاريخ نقاشا واسعا على مستوى فضاءات ومواقع التواصل الاجتماعي توج بخروج مئات الالاف من المغاربة الى الشارع احتجاجا على الاوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية التي تعشيها البلاد بفعل استمرار الحاكمين في نهج سياسة التفقير التهميش والإقصاء، وكذلك مطالبة منها بإسقاط المخزن في كل تجلياته ورحيل الفاسدين والمفسدين المستهترين بمقدرات ومصائر الجماهير الشعبية .

      رغم أن هذا الحراك لم يؤطر في جوهره برؤية تنظيمية واحدة، وبوجهة سياسية موحدة،  إلا أن غالبية صانعي هذا الحراك - إلا من كان يسعى الوصول الى كراسى المساهمة في تسيير الشأن العام وليس الحكم ،لأنه بعيد عليه في ظل النظام المخزني القائم ،وترسانته القانونية والسياسية -  قلت أن صانعي هذا الحراك أطرهم شعار واحد وهدف واحد رغم اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية ألا وهو اسقاط المخزن، والتغيير الديمقراطي الحقيقي الذي في ظله سيسعى المغاربة الى استنشاق ندى الحرية،  وعيش الكرامة والعدالة الاجتماعية بمعناها الحقيقي الواسع .

     إن الظروف السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية التي أخرجت هاته المئات من الألاف للتنديد  بها، لا زالت قائمة رغم الدستور الجديد الذي  تبجح به المخزن بكل تجلياته ، ورغم الفبركة التي وضعها صانعي القرار السياسي الدولي وأتباعه للمشهد ، والخارطة السياسية بالمغرب موهمة المغاربة بانتقال ديمقراطي حقيقي، ونموذج يُقتدى به في الدول الساعية نحو التغيير السياسي، تتصارع فيها أجندات المخزن للظفر بالكعكة ليس كاملة وإنما حواشيها مادمنا نعلم مسبقا من يستحوذ على الثروات الوطنية ، ويستهتر بمقدرات الشعب المغربي .

      أعتقد أن ما اختزنته  حركة 20 فبراير من قوى وقدرات قادرة على الانتاج النضالي (شهداء،معتقلين سياسيين، جرحى و متابعين ...) يمكن أن تنتقل الى إنتاج صيغ أكثر فاعلية،   والتأثير على مصدر القرار السياسي ، وكذا أبواقه من خلال انضاج النقاش السياسي والفكري ، والرقي به الى مستوى انتاج مناضلين قادرين على لعب دور طلائعي في عملية التغيير الى الديمقراطي بالبلاد ، وفضح كل المؤامرات السياسية التي ينسجها المخزن وأذياله من أجل العبث بالشارع وتوجيه الرأي العام الوطني والدولي نحو سيناريوهات مغلوطة في جوهرها .

      إن الواجب علينا كمناضلين ديمقراطيين الحرص على بلورة تصورات ملائمة ومنسجمة لتحقيق عملية التغير الديمقراطي تحت يافطات واضحة وشعارات وأهداف تنسجم و المغرب الذي نريده، كي لا يختلط الحابل بالنابل كما وقع في انتخابات 25 نونبر 2011 التي جاءت بالذين رفعوا شعار "ضد الفساد والاستبداد" الى الكراسي الشاغرة وليس الى الحكم.

     وكي لا نمكن كل من سولت له نفسه مزاجيا لعب دور المعارضة من تحقيق رغبته علما أن فاقد الشيء لا يعطيه،  وتأكيدا أن من خرج من رحم المخزن لا يمكن  أن يكون إلا مخزنا صغيرا تنمو في جسده جينات المخزن بشكل سريع ومتدفق .

     وفي الأخير أقول أن ليس في الخروج الى الشارع نزهة واستجمام، وإنما التفكير برزانة من أجل أن نساهم جميعا كمناضلين غيورين وديمقراطيين في بناء مغرب الحرية، الكرامة و العدالة، مغربا نريده متحررا وليس نسخة لنتائج تجريبية جيواستراتيجية  تؤدي ببلدنا الذي سنموت من اجل ان نحيا الى الهاوية ،وبشعبنا الذي لا يعرف الإنبطاح ،و إنما شعب معروف بالإباء والمقاومة كما شهد له التاريخ ذلك أيام محمد بن عبد الكريم الخطابي ،حمو زيان، عسو اوبسلام ،حدو اقشيش، عباس لمساعدي.. وتطول اللائحة بطول الزمن المغربي الذي نريد له جميعا أن يتغير وتنمحي من حوله كل تجليات المخزن، الاستبداد و الفساد... 

تعليقات

التنقل السريع