إصدار كتاب جديد حول "حراك الريف أو ظهور الفضاء العمومي الريفي المضاد" عن دار لارماتان، باريس
يتناول هذا الكتاب "الفضاء العمومي المضاد" الذي بزغ في منطقة الريف (شمال المغرب)، نتيجة لحراك الريف الذي انطلق في أكتوبر 2016 بعد حادثة طحن محسن فكري. فقد تمكن الريفيون من صياغة مطالبهم بشكل أصيل، من خلال تعبئة منطقتهم وتحقيق التضامن على مستوى الوطن ككل.
يمثل الحراك نقطة تحول في التاريخ السياسي المغربي، نظراً لابتكاره واستقلاله عن الدولة والوساطات التقليدية. لقد أفرزت طبيعته السلمية وصوته العام والناقد آفاقاً جديدة للذاتية التي ظلت مضغوطة لفترة طويلة، مما أتاح لها المطالبة باعتراف حقيقي.
استند الكتاب إلى مفهوم "الفضاء العمومي المضاد" الذي طوره كل من أوسكار نيجت (Oskar Negt) وألكسندر كلوج (Alexander Kluge) [خلافا للترجمة الفرنسية السائدة "l’espace public oppositionnel" بفعل ألكسندر نيومن الذي حرّف معنى المفهوم الألماني، فالمفهوم الألماني أتى ضدا على مفهوم "الفضاء العمومي" البورجوازي أو الرسمي كما طوّره يورغن هابرماس]، وهو يشير إلى الفضاءات الاجتماعية والثقافية التي تتشكل خارج الإطار الرسمي، حيث يتم التعبير عن الأصوات المهمشة والمقموعة. إن الفضاء العمومي المضاد يُعتبر ميدانًا للحوار والنقاش، حيث يُتاح للأفراد التعبير عن تجاربهم ومعاناتهم، مما يُسهم في إعادة تشكيل المفاهيم السياسية والاجتماعية السائدة.
هذا "الفضاء العمومي المضاد" يبرز التجارب الأخلاقية السلبية التي غيبتها المؤسسات والخطابات الرسمية، مما يقطع مع التقاليد السياسية السائدة. إنه يجسد إعادة ابتكار الحياة السياسية التي يقودها المهمشون والمحرومون، في سبيل التصدي للحڭرة (الاحتقار) والازدراء والنسيان.
علاوة على ذلك، يُظهر هذا الفضاء كيف يمكن للناس أن يتجمعوا لتحدي الهيمنة السياسية والاجتماعية، مما يعكس قوة المجتمعات المحلية وقدرتها على إعادة تحديد هويتها وحقوقها. إن الفضاء العام المضاد هو بمثابة تجسيد لمقاومة الهياكل السلطوية، مما يسمح للأفراد بإعادة تعريف أنفسهم في سياق اجتماعي وسياسي يتسم بالظلم.
أخيراً، يسعى الكتاب إلى تسليط الضوء على استراتيجيات الدولة والأحزاب الرامية إلى قمع هذا الفضاء العام المضاد، من خلال التهميش، والرد العنيف، والتجريم، والسجن، والتعذيب، والدعاية المغرضة، والتشويه. هذه الاستراتيجيات تُظهر مدى القلق الذي يثيره الفضاء العمومي المضاد لدى السلطات، حيث يُعتبر تهديداً للخطاب الرسمي والسيطرة السياسية.
الكتاب سيكون متوفرا في المكتبات قريبا:
لحجز نسختك اضغط هناحجز الكتاب
تعليقات