القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة من المعتقل السياسي الاستاذ محمد جلول حول قضيتنا الأمازيغية ومتابعة للتطورات حول النجير



 رسالة من المعتقل السياسي الاستاذ محمد جلول حول قضيتنا الأمازيغية ومتابعة للتطورات حول النجير

بقلم محمد جلول     

     إننا لا نحتقر أحدا في هويته أو لغته أو ثقافته أو ديانته أو أصله أو شكله أو لونه... ونحن منفتحون على جميع الأجناس والثقافات ومحترمون لها ومرحبون بها في أرضنا، ولكننا لا نقبل ايّاً كان أن يسلب هويتنا الأمازيغية أو يحتقرها أو ينتقص من شأنها أو يتصرف فيها أو يحاول أن يحتوينا و يفرض علينا هوية أخرى تحت أي ذريعة من الذرائع...

    نعم ولا طالما تم استلاب هويتنا الأمازيغية وإقصائها وتهميشها واحتقارها باسم الدين، وتحت مبرر أن العربية هي لغة القرآن وهي لغة المفضلة عند الله وهي لغة الجنة... وان الأمازيغية هي لغة الجاهلية والوثنية إلى غير ذلك من المبررات الواهية والأكاذيب التي تكرس العنصرية والإقصاء ضد هويتنا، والتي يبقى الإسلام بريء منها كل البراء...

   نعم وخير دليل على ذلك تأكيده على أنه لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى كما أن الرسالات السماوية جاءت بلغات مختلفة واللغة العربية رغم أنني احترمها فهي ليست أبدا أفضل من اللغات الأخرى وإذا كانت هي لغة القران فإنها أيضا لغة كفار قريش الذين حاربوا الرسول والإسلام وكانت قبل ذلك لغة الجاهلية والوثنية إذا انطلقنا من منطقكم لذلك فكفى من الافتراء على الدين لفرض هيمنتكم وسيطرتكم واحتقر الآخرين وازدراء ثقافاتهم وحضاراتهم وهوياتهم وديانتهم!

   نعم ولذلك لا اخجل في الدفاع عن هويتي الأمازيغية وعن لغتي وحقوقي الأمازيغية بصوت عالي وبكل ما أُتِيتُ من جهد أينما حللت وارتحلت وكل من يحاول أن يسلب مني هويتي أو يحتقرها أو ينتقص من شأنها يقصيها تحت أي مبرر من المبررات فإنني اعتبره خصما وَنِدّا لي لا يستحق مني الاحترام والاعتراف...

    نعم وإنني اعتبر حُقيقي في هويتي الأمازيغية لغة وثقافة وتاريخا وحضارة وأرضا... هي حقوق وهبها لي الخالق، وليس هنالك احد يَتَكَرّمُ بها عليَ أو يَتَصَدَّقُها عَلَيَّ وإنما أنا أناضل لكي انتزعها من الذي أو من أولئك الذين سلبوها مني، وكل حق أناله اعتبره مكسبا بفضل تضحياتنا وليس هيبة او صدقة من احد خاصة أن الأمازيغية هي الأصل في هذه البلاد...

   خاصة كذلك أن الأمازيغية لازلت محتقرة في هذه البلاد إلى أقصى درجة ، وهناك إصرار على احتقارها وتهميشها رغم الاعتراف الرسمي بها ،وهذا يظهر جليا في السياسات الممنهجة من طرف النظام المغربي والتي تهمش الأمازيغية في مختلف المجالات وحتى في العناوين والإعلان فهي دائما في الدرجة الثانية بل في الدرجة الثالثة بعد الفرنسية...

_كما نلاحظ التلكؤ والتسويف الواضح والمقصود حتى في التنفيذ الوعود التي وعد بها منذ عقود بخصوص إعاده اعتبار الأمازيغية، ويكفي أن ننظر إلى وضعها المزري والبئيس في التعليم والإعلام فضلا عن محتواهما الفارغ والمُمَخْزَن حتى النخاع الذي يعد احتقارا وتهميشا واضحا للأمازيغية وتشويها لها عن سابق إصرار...

   بل أكثر من ذلك فإنني اعتبر الأمازيغية التي تفرض علينا من المركز هي أمازيغية لا تمثلنا، باعتبارها أمازيغية مُتصرف فيها وغريبة عني ولا توافق لساني ولغتي الأم ولا أقبل من أحد أن يتصرف في لغتي وهويتي لأنها خصوصيتي...

    نعم والحل الصحيح أن كل جهة هي التي يجب أن تقرر لغتها المحلية وتعليمها المحلي وتطبيقاتها المحلية في مختلف المجال كما هو المعمول به في البلدان الديمقراطية العريقة التي تحترم تنوعها الثقافي واللغوي الجهوي ، كما أن هذا هو الأصل في بلادنا منذ قرون..

   كما يجب القول أنه ليس هناك من يهين الأمازيغية أكثر من بعض الأمازيغ أنفسهم الذين يدعون الغيرة على الامازيغية وهم يذلون انفسهم لاولئك الذين يسلبون هويتهم ويُصِرّون على احتقار وتهميش لغتهم وتاريخهم وحضارتهم ويجعلون انفسهم عبيدا لهم ويطبلون للفُتَاتْ ويعتبرونها انجازات عظيمة بل الأنكى من ذلك يعتبرونها هيبات وصدقات من السلطة فمثل هؤلاء الأشخاص لا يمثلون القضية الأمازيغية بالنسبة لي ...

 نعم ولذلك ندعوا كل الغيورين الحقيقيين الأحرار على قضية الأمازيغية إلى تصعيد نضالات من اجل حقوقنا وهويتنا الامازيغية لغة وثقافتا وتاريخا وحضارتا ومن أجل حريتنا وكرمتنا وحقوقنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في هذه الأرض من دون انتقاص ولا احتقار، وعدم الركون الى الذين يعملون على إذلالنا واحتقارنا، وكذلك عدم الركون الى المتخاذلين والمنبطحين الذين يهينون القضية الامازيغية أكثر مما يخدمونها...

      بخصوص التطورات حول النيجر، إننا نجدد تأكيدنا على دعم الديمقراطية والدولة المدنية في هذا البلد ولكن شعب النيجر هو وحده من يحق له ان يقرر مصيره ونرفض أي وصيه خارجية عليه ونؤكد أن أي تدخل عسكري لن يخدم شعب النيجر، إذا كانت غايتكم فعلا هي مصلحة شعب النيجير، أما اذا كانت غايتكم غرضا اخر فالأمر مختلف!!!

   وليس فقط شعب النيجير من سيتضرر جراء اي تدخل عسكري وما سيؤدي اليه من خلق للفوضى وعدم الاستقرار والكثير من المآسي في هذا البلد بل يمكن لمثل هذا الإجراء ان يشعل المنطقة بأسرها ويدخلها في صراعات ونزاعات مسلحة،وما سيتركه ذلك من فراغ للمنظمات الإرهابية وستعم الفوضى والمآسي والكثير من اللاجئين وموجات عارمة من الهجرة في اتجاه دول الشمال وفي اتجاه اوروبا، فحكموا عقولكم قبل أي إجراء متسرع من هذا القبيل!

تعليقات

التنقل السريع