مقدمة كتاب "في خندق الذئب معارك المغرب": للباحثة
الإسبانية الراحلة ماريا روسا دي مادارياغا
قليلة هي الأسر الإسبانية التي
لم يشارك أحد أبنائها في معارك المغرب أباً كان أو جداً. وعلى الرغم من أن تلك
الذكريات قد اندثرت تقريبا من الذاكرة، إلا أننا مازلنا نسمع في أوساط الشباب من
يردد أن عمي أو خالي أو جدِّي كان هناك، وما زال من بينهم من يتذكر حكايات رويت له
عن أحداثها وهو طفل صغير. كان جدي يحكي لنا قصصا كثيرة عنها –وأتذكر خصوصا ما
أخبرني به ألبارو من إحدى قرى أستورياس في الأربيعينات من عمره، عندما أطلعني على
ما تعرضوا له أثناء حصار (المورو) الذي دام ثلاثة أشهر، حيث اضطروا لأكل الفئران،
وشرب البول لشدة عطشهم. كان ذلك أكثر الأمور شقاوة عليهم، ولم ينسوه قط. كان سكان
القرى المجاورة يتجمعون ويتذكرون فترة تجنيدهم هناك. وإذا بلغوا في الشرب رددوا
بعض المقاطع الشعرية التي نظمها أحد أصدقائهم في يوم من الأيام:
إذا أردتم أن تأكلوا، أيها السادة
جيداً وبثمن رخيص،
اصعدوا قمم الشاون،
هناك نزل متواضع لعبد الكريم
الخطابي
أول طبق يقدمونه،
قنابل يدوية قاذفة،
ثم رشاشات،
لاسترجاع الذاكرة.
وهناك من يردد من سكان استورياس
على أنغام "الغيطة"
"الغياط" ليباردون (1)
بعث يطالب من مليليية
منفاخاً للغيطة،
رغم أنها كانت صغيرة.
أجاب (المورو) القط (الكاطو):
صديق ليباردون،
لا أجيب صبية،
(المورو)، أجيب أنا،
الذين يقودون الحركة،
حركة (المورو).
من كان يظن
بأن اسم "محمد عثماني" الملقب بـ "الكاطو" (القط) أحد وجهاء
فرخانة، قبيلة معزوزة، ومن أهم المتعاونين مع الإسبان، سيتردد خادلاً يوماً ما في
إحدى ضيعات استورياس؟! بالتأكيد، إن الذين يرددون اسمه في الأنشودة حالياً، نقلا
عمن كانوا في إفريقية، ليست لديهم أي فكرة عن هذا "الكاطو" (المورو).
وتجدر الاشارة إلا أن منافيخ تلك الغيطة كانت تصنع من جلود الحيوانات، وفي أغلب
الأحيان من جلد خروف أو جدي. كل أولئك الذين شاركوا في معارك المغرب قضوا نحبهم
الآن، ولن تبق إلا بعض الذكريات، والحكايات التي يتناقلها أولادهم وحفدتهم. بقيت
أحداث معارك المغرب مقرونة بالموت والحداد، ويمكننا أن نستشف ذلك من مقطوعة ترددها
امرأة مسنة بإحدى القرى المجاورة لأستورياس:
إذا قررت الذهاب إلى مليلية
اكتب لي أنا أولاً
كي أرتدي ثوب الحداد
وأغير شريط شعري.
لكن على
الرغم من ذلك يمكن التصور بأن حروب المغرب تشكل في ذاكرة الإسبان أحداثاً بعيدة من
الماضي، حتى تلك التي وقعت في العشرينيات من القرن المنصرم ضد عبد الكريم الخطابي.
لكنها في حقيقة الأمر مازالت كامنة هنا، وكأنها وقعت بالأمس القريب فقط. أسماء معارك مثل خندق الذئب ومعركة أنوال
خصوصا، التي راكمت نتائج سيئة جدا على إسبانيا، مازالت –بالطبع- عالقة بذاكرة
العديد من الرجال، لكن باعتبارها أحداثاً مأساوية يستحن نسيانها. وبما أن معركة
أنوال شكلت عاراً لإسبانيا فإن المؤرخين الرسميين يفضلون الحديث عن "إنزال
الحسيمة" كنصر ومفخرة لجيوش إسبانيا ضد "زعيم الثوار عبد الكريم الخطابي".
كان ذلك النصر يشكل هزيمة لعدوهم، وإذا كان الإسبان يتكلمون عن هزيمة أنوال، فإن
المغاربة وسكان قبائل الريف على الأخص، ينظرون إليها كنصر باعتبارها فَوْزاً
وشرفا، ويحتفلون بذكراها سنوياً في الوقت الراهن. ولا بأس هنا من الإشارة إلى
الحكاية المضحة لفرنسي زار إنجلترا ووقف في ساحة "ترافالغار" أمام تمثال
أمير البحر "نيلسون" وقال: "ما أغرب هؤلاء الأنجليز، يكف يؤرخون
ويحتفلون بالهزيمة". رغم أن الحكاية قد تكون مفتعلة من باب النكتة إلا أن
مدلولها يبقى ذا بعد عميق.
وبما أن
إسبانيا لم تشارك في أي من الحربين العالميتين، فقد شكلت حروبها مع المغرب
المشاركة الوحيدة خارج حدودها خلال القرن العشرين، وقد جندت لها ما بين 140000
و160000 جندياً.
توجد حول
هذه الحروب وثائق وكتابات كثيرة من وجهة نظر حربية: ترتيب المعركة وتوثيقها وعدد
الفيالق المشاركة، والتشكيلات التي شاركت في هذه المعركة، أو تلك وقواد الكتائب.
لقد اهتمت تقريباً بالجوانب التقنية، عدا بعضها الذي اتصف بالصبغة السياسية على
الرغم من أن السمة الغالبة عليها أيضاً هو البعد العسكري. كل هذا شيء مهم. وتبقى
الأحداث اللاحقة إن صح التعبير معركة ورجال شاركوا فيها وعايشوا أحداثها.
لقد
ارتأيت في هذا النص أن اقترب من وقائع من عاش المعركة بدلاً من الحديث عنها، وذلك
بالوقوف عند أشخاص كثيرين ممن مثلوا أكثر الحالات التي عانت مأساة وقائع معارك في
تراب إفريقية. لم أركز فقط على أسماء قواد قادوا فيالقهم للنصر أو الهلاك، ولكنني
اهتممت أيضا بجنود مغمورين لا تعرف أسماؤهم، ضحايا قضوا نحبهم، وقد تفحمت عظامهم
في أنوال وسلوان، وجبل أعروي، أو رجعوا مرضى ليموتوا في أحد أركان بيوتهم.
سأتناول بالنسبة للقسم الأول
الحديث عن مشاعرهم وعن طموحاتهم وعن صراعاتهم وعن حلفائهم، ومشاركتهم في المشهد
السياسي الوطني تحت تأثير ما. فرضه موقعهم في مراكز السلطة. أما بالنسبة للقسم
الثاني فسنتحدث عن هموهم ومعاناتهم وعن خوفهم وهلعهم وعن عجزهم ويأسهم، وأحياناً
عن احتجاجاتهم الصامت من غير جدوى.
حظي أشخاص
آخرون باهتمامنا، وهم رجال السياسة، ملكيون أو غير ملكيين، ووجهة نظرهم تجاه "مشكلة
المغرب"؛ كما تطرقنا لحجج المؤيدين للتدخل في المغرب والمعارضين له، كما
تطرقنا كذلك إلى اجتماعاتهم السياسية ومعارضتهم واحتجاجاتهم التي حركت البلد بأكمله
بصرخة موحدة: "لتسقط حرب المغرب" كتعبير عن رأي الشعب. حرب لاقت معارضة
شعبية بكل امتياز، وبكل المقاييس. وبالنسبة لعدد كبير من الإسبان كان "المشكل
المغربي" بمثابة "الكابوس المغربي" و"المغامرة المغربية"
و"السرطان المغربي".
لم يشكل المغرب بالنسبة لإسبانيا قضية
سياسية خارجية، وإنما مسألة داخلية امتصت لسنوات عدة كل أنشطة واهتمامات البلد،
واستنزفت طاقاته، ووجهت سياسة حكوماته، مما تسبب في أزمات حكومية، قوضت أركان
النظام وأدت إلى دكتاتورية الجنرال "بريمو دي ريبيرا"؛ الأمر الذي يبدو
لنا حالياً بعيداً عن حياتنا وزماننا، وقد شكل في تلك الآونة هاجساً وكابوساً لكل
المجتمع الإسباني. يكفي تصفح تلك الحقبة والوقوف عند النقاشات الدائرة في البرلمان
لنعرف أن المغرب كان في صلب اهتماماتهم اليومية، وكان من بين الأولويات المطروحة.
كانت كل الحياة الإسبانية تدور حول المغرب، إلى أن تحول إلى صفحة من صفحات تاريخ
إسبانيا.
وبكل تأكيد،
لقد كان سائدا في إسبانيا جهل تام بالمغرب، بدءاً بالسياسيين الذين كان يسير حذوهم
صحافيون ومروجون إشهاريون، عدا القليل منهم، لكن هذا لا يعني أن الكل كان على
طبيعة السياق نفسه. تم ترويج عدد كبير من الشائعات والأحكام الجاهزة المغلوطة عن
المغرب، تناقلتها الأجيال جيلاً بعد آخر، دون أي اهتمام بتاريخ وثقافة البلد. لقد
ركزت جل المؤلفات التي تناولت تدخل إسبانيا في المغرب على مجال التدخل الإسباني
فقط، وأغفلت بصفة مطلقة تقريباً كل القضايا الأخرى المتعلقة به. لذا ارتأينا أن
نورد بصفة مختصرة بعض أحداث تاريخ المغرب، أو على الأقل منطقة الريف، الجهة
الشمالية للسيادة الخليفية؛ فضلاً عن الفذلكة التاريخية.
لقد ارتأيت التصدي لفكرة أن أهل الريف "قبائل
همجية"، أردت أن أتطرق ولو باقتضاب إلى بعض المميزات الأساسية التي تطبع
المجتمع الريفي التقليدي، من بنية عشائرية قبلية، ومكونات قوتها وقوانينها؛ الأمر
الذي سيساعد من دون شك على توضيح جوانب كثيرة متعلقة بالسلطة، وبالتوازنات
والتحالفات والصراعات القبلية، وكذلك من أجل فهم أحسن للمسرح الذي جرت فيه أحداث
الحركة التوسعية الإسبانية. وبالنسبة للقسم المغربي، تكلمت عن شخصية عبد الكريم
الخطابي، عن أفكاره ومساره، عن الأسباب التي حولته من "المورو صديق إسبانيا"
إلى زعيم المقاومة الريفية، ما أدخله عبد الكريم الخطابي من إصلاحات على البنية
القبلية، وإنشاء الدولة الريفية، والبعد الدولي الذي أعطى لحركته سمة وبعداً لم
يتأت لحركات المقاومة الأخرى بالمنطقة.
تندرج
مقاومة عبد الكريم الخطابي من أجل استقلال الوطن في سياق الحركات التحريرية ضد
الاستعمار كتلك التي خاضتها خلال الحربين العالميتين بعض البلدان الإسلامية
الأخرى، ومن نماذجها، نموذج مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، وسعد زغلول في مصر،
والسلطان الأطرش في جبال الدروز بسوريا، وبعض الأخرى غير الإسلامية، كتلك التي
بدأت سنة 1911 واستمرت بقوة خلال عشرين سنة بقيادة سون يات سين في الصين.
سعيت في هذا العمل، رغم طابعه
الشمولي إلى أن أوثق الأحداث برؤية حاولت أن تكون دقيقة. لا شك أن البعض منها
معروف عند بعض القراء المهتمين أو المختصين، بجانب أحداث أخرى تطرقت لها من زاوية
مختلفة، يمكن أن تشكل مرجعاً بذاتها.
اعتمدت في
لائحة مراجعي على مؤلفات حديثة كتبا عن الأحداث، واستحسنت شهادات حية ممن عايشوها.
أما الذي لا يمكنني أن أتجاهل فائدته الكبرى وكل المعلومات المقدمة عن معركة
أنوال، أسبابها ومخلفاتها فإنه يتعلق بـ "ملف أو تقرير بيكاسو" الذي
سيتردد ذكره باستمرار في هذا العمل، وكذلك وثائق لجنة تحديد المسؤوليات التي تشكلت
في تموز/يوليو من سنة 1932 بالبرلمان لصياغة تقرير يتضمن حقائق الأحداث كما جرت،
لكي تعرض على مجلس النواب لينظر في المهتمين الذي يتحملون مسؤولية ما وقع في
المغرب، وفي مقدمتهم أعضاء حكومات إسبانية ومسؤولين عن القوات العسكرية التي
تعاقبت على السلطة ابتداء من سنة 1909 إلى تموز/يوليو-آب/أغسطس، نهاية سنة 1921
ولاحقاً خلال معركة أنوال.
لقد
اعتمدت على قصاصات الصحافة ومناقشات البرلمان لمعرفة توجهات الرأي العام، أما ما
له علاقة بالمصادر وملفات الأرشيف فقد اعتمدت على وثائق الوزارة الفرنسية للشؤون
الخارجية بباريس، وقسم التاريخ للجيش في منطقة الحماية الفرنسية (أرشيف بيسينس،
بباريس)، ووزارة الشؤون الحربية بلندن، وهيئة الأمم بجنيف، والمستشفى العسكري
بسبتة، والأرشيف العام العسكري بمدريد. لقد كانت لوثائق الفرنسية أهمية بالغة،
وذلك لأن فرنسا لم تكن تتابع فقط ما يقع في مجال التدخل الإسباني، بل ظلت تعاين ما
يدور من أحداث داخل إسبانيا نفسها، وعلاقتها بالمغرب.
يوجد قسم
في الوزارة الفرنسية للشؤون الخارجية يتضمن وثائق جد هامة، مصنفة تحت عنوان: "أوراق
عبد الكريم الخطابي"، استولى عليها الفرنسيون حينما سلم الزعيم الريفي نفسه
إليهم (غنيمة حرب) وتتضمن هذه الأوراق ما يتعلق به.
يرد في هذا
الكتاب أيضاً من حين لآخر شهادات شفوية أخذتها خلال سنوات خلت، من مقاتلين ريفيين
كانوا في جيش عبد الكريم الخطابي في الريف، وكذلك شهادات عائلات جنود إسبان شاركوا
خلال العشرينيات في معركة المغرب.
وختاماً فقد رجعت خلال التطرق لبعض
المواضع إلى عدد من إصداراتي السابقة، مثل إسبانيا والريف - قصة تاريخ شبه منسي،
وكتاب مغاربة في خدمة فرانكو (الذي ترجمته إلى اللغة العربية كنزة الغالي) وبعض
المقالات التي صدرت في عدد من المجلات والدوريات ومؤلفات جماعية.
ماريا
روسا دي مادارياغا حاصلة على الإجازة في الفلسفة والآداب بجامعة كومبلوتينسي،
مدريد، وعلى دبلوم اللغة والأدب العربي من المعهد الوطني للغات والحضارات
الشرقية بباريس، وشهادة الدكتوراه في التاريخ بجامعة السوربون بباريس.
واشتغلت كموظفة دولية مدة أربع سنوات
باليونسكو، ولها إلمام واسع ومعرفة بتاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، ومن مؤلفاتها:
إسبانبا والريف.. أحداث تاريخ شبه منسي2000، و المغاربة وفرانكو خلال الحرب
الأهلية الإسبانية 2002 ، و خندق الذئب، معارك المغرب 2005، عبد الكريم الخطابي
والكفاح من أجل الاستقلال (2010م). فضلا عن مقالات متعددة عن العلاقات بين المغرب
وإسبانيا نشرت بعدة مجلات إسبانية وأجنبية.
في ما يلي محتويات كتابها خندق
الدئب، معارك المغرب بالإضافة للفصل التاسع بعنوان: إسبانيا وعبد الكريم.
-------
معلومات عن الكتاب
الكتاب من ترجمة: دة. كنزة الغالي،
وتقديم عبد الغني أبو عزام. صدر الكتاب عن مؤسسة الغني للنشر سنة 2010
ماريا روسا دي مادارياغا MARIA ROSA DE MADARIAGA
في خندق الذئب معارك المغرب
ترجمة: دة. كنزة الغالي
تقديم عبد الغني أبو عزام
---------
فهرس الكتاب
تقديم
مقدم المؤلفة
1.طرق تدريبية حربية وملتوية
حرب تطوان: مسرح كبير لفصول مشهد
مأساوي هزلي
حرب مليلية: “مشهد سخيف: مشابه لما
حصل في تطوان
2.الريف من سنة 1909 إلى 1912
أطماع استغلال المناجم وحرب 1909
الجميع أو لا أحد
المقاومة الريفية ضد الهجوم
الإسباني
3.الريفيون والإسبان
الريف والمجتمع الريفي العشائري
الاتفاقية الاسبانية الفرنسية
1912: حماية أم تدخل مباشر؟
تدخل عسكري وطرق “استقطاب سياسي”
متعاونون ومقاومون
4.الهزيمة الاستعمارية 1921
سيلفيستري (Silvestre)
وبرنغير (Berenguer)… وآخرون
“حسن الطالع” الجنرال الذي انتهى
“موشحاً”
أغرين أنوال، جبل أعروي: وقع
الأحداث
5.الرأي العام والحرب متدخلون
ومنسحبون
الأحزاب الملكية: من الحفاظ على
الوضع القائم إلى “الدفاع عن الوطن”
الجمهوريون والأحزاب العمالية
القومية الباسكية والكتلانية
6.تخليص الأسرى: جدل وطني
الأسرى الذين تم تخليصهم مباشرة في
القبائل
أسرى أجدير: إكراهات إطلاق سراحهم
الأسْرُ
7.القواد وهيئة الضباط
ديكة مخصية وخنانيص برية
الجيش: “كم كان ممتعا أن يكون
المرء جنديا إسبانياً”
شرطة الأهالي، النظاميون
واللوائيون
8.من أنوال إلى إنزال الحسيمة
نتائج الهزيمة: عسكريون وسياسيون
بهلوانية الجنرال-الديكتاتور: من
الانسحاب إلى ما يشبه التخلي
من وهم الانسحاب إلى حرب توسعية
9.اسبانيا وعبد الكريم
عبد الكريم من المورو الصديق إلى
زعيم المقاومة الريفية
الدولة الريفية والمقاومة من أجل
استقلال الوطن
المقاومة بعد عبد الكريم و”اقرار
السلم” في الريف
مصادر البحث
بيبلوغرافيا
لائحة الصور
فهرس الأعلام
***************

تعليقات