محاولة تسليط الضوء على مؤسسات الدولة الريفية
((مفتشية البحرية أنموذجا))
بقلم الباحث: عماد العمراني
• إستهلال لابد منه:
بدأ ذي بدأ يجب أن نشير إلى أن موضوع " جمهورية الريف " ظل في غياهب النسيان أو "المسكوت عنه" إلى عهد قريب جدا، لأنه يثير الكثير من المشاحنات و السجالات التي لم يحسم في شأنها إلى الآن، نظرا لغياب الوثائق التاريخية القمينة وحدها بإستجلاء معالمها والكشف عن ماهيتها،والغاية من تأسيسها، فما بالكم إذا الخوض في مغامرة الحديث عن إحدى مؤسساتها.
إذا نفس الشيء بالنسبة لرئيس دولتها الذي تم التركيز عليه بشكل مبالغ فيه، مقارنة بأعضاء الدولة ومسؤوليها ! ربما محاولة من الرأي العام العالمي فهم عبقريته وإندهاشهم من شخصيته الكاريزمية الفذة!، والتي مازالت محط إهتمام بالغ من لدن الدارسين المختصين الذي خصصوا له المئات من الكتب للوقوف عند أهم محطات حياته السياسية والفكرية ،إلا أنهم أعرضوا صفحا عن البحث في تاريخ رجالات الدولة الريفية المهمشون، وكأن عبئ بناء الدولة الريفية تحمله الرئيس فقط.
في مقالنا هذا سنحاول بكل بساطة التطرق بعجالة إلى إحدى هذه المؤسسات و المسؤولين عن تسييرها. بما في حوزتنا من معلومات و وثائق تمكننا من تخصيص ترجمة ولو بسيطة لها.
• مفتشية البحرية الريفية :
تعتبر المفتشية البحرية ذات أهمية بالغة للدولة نظرا لدورها المحوري في فك الحصار والعزلة التي سعت الدوائر الإستعمارية إلى تشديده على الريف، من هنا نفهم سبب تعجيل الأمير بإنشاء سلاح البحرية زمن حرب الريف، إذ تم تنظيمها من يناير 1922 تحت قيادة الرايس مسعوذ ن عما سيبيرا إلى غاية مقتله سنة 1925 ، إذ عينت الحكومة الريفية مفتشا جديدا هو القائد حدو ن عري لمعلم الذي إستمر في هذا المنصب إلى غاية سقوط الدولة .
كان التفتيش البحري يتم تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية في حكومة الريف، إذ يتكون أسطولها من باخرة كبيرة و زورقين سريعين و 30 بحارا محترفا، إلى مجموعة من المراكب الأخرى المخصصة لنقل المسافرين والبضائع والمؤن وكذا الأسلحة وقطع غيارها وحتى لخفر السواحل وخدمة الميناء الذي حاول الأمير إنشائه في شاطئ : إسري .
و نظرا لأهمية قطاع البحرية بالنسبة للقيادة الريفية خصص علم خاص بها ، وكذا شارات خاصة بالبحارة كل حسب وضيفته ( النقل البحري + القوات البحرية + الصيد البحري...) حيث أعتمد عليها في فك الحصار عن الريف، وتزويد الجيش الريفي بالسلاح والمؤن، كما شكلت قطع هذه البحرية وسيلة لتنقل الريفيين مقاتلين ومدنيين بين مختلف مناطق الساحل الريفي، إذ يعتبر ريفيوا الساحل بحارة مهرة بالفطرة! بسبب إحتكاكهم الباكر والمستمر بالبحر.
• على سبيل الختم :
أضن أنني لم أستوفي هذا الموضوع الشيق حقه لكن حسبي أن أثرته تعميما للفائدة وأيضا لإثراء النقاش الجاد والهادف حول تاريخ وذاكرة الريف، وكذا لإجراء مقارنة بيننا وبين أجدادنا في مدى إرتباطنا وإرتباطهم بالبحر الأبيض المتوسط.

تعليقات