القائمة الرئيسية

الصفحات

ناقد سينمائي: نخاف ضرب شخصية "الخطابي" إبداعيا وفنيا،وهناك فرق بين الممثل الموهوب المثقف والممثل الببغاء الكسول*



       ناقد سينمائي: نخاف ضرب شخصية "الخطابي" إبداعيا وفنيا، وهناك فرق بين الممثل الموهوب المثقف والممثل الببغاء الكسول*

    عودة إلى الجدل المتعلق بالفيلم الذي يحمل اسم "أنوال" والشخصيات التي ستؤدي مختلف الأدوار، خاصة الدور المتعلق بالأمير محمد ين هبد الكريم الخطابي، يرى القاص والناقد السينمائي "فؤاد زويريق" في أن المشكل ليس من سيؤدي شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي أو تلك، بل في كيفية دراسة الشخصية بكل تفاصيلها وأبعادها، وطريقة الاشتغال عليها وتحضيرها وتشخيصها، وهذا يلزمه ممثل موهوب مجتهد ومثقف، لأن هناك فرقا بين الممثل المثقف الذي سيضيف الكثير للشخصية من خلال الدراسة والبحث، والممثل الببغاء الكسول الذي سيردد ويؤدي ما يؤمر به فقط، كما يلزمه مخرج مبدع ومثقف أيضا، ذاك الذي يتقن إدارة الممثل، وله دراية كافية بكيفية إنجاز فيلم خاص بسِيَر الشخصيات التاريخية، وخصوصا إذا كانت شخصية جدلية لها وضعها الاعتباري والتاريخي في مجتمع من المجتمعات.

      ويضيق الناقد "زويريق" أن المنطق يدفع إلى ارتداء عباءة التّأني والصبر دون إصدار أحكام مسبقة على عمل لم يخرج إلى النور بعد، وتابع “ننتظر قليلا وبعدها لكل حدث حديث، رغم أن التجارب السابقة مع أعمال مغربية من هذا النوع تجعلني أحتاط وأشكك بسبب فشلها في تقديم الشخصيات المغربية وتناولها كما ينبغي وبأسلوب فني وإبداعي يليق بها، كفيلم ”الشعيبية” مثلا لمخرجه يوسف بريطل الذي تناول سيرة الرسامة المغربية المعروفة ولم يوفق في الإحاطة بشخصيتها كما تستحق، وفيلم ”القمر الأحمر” لمخرجه حسن بنجلون الذي أساء لقامة فنية مغربية بوزن الموسيقار عبد السلام عامر فكان للأسف فيلما فاشلا، بالإضافة إلى الفيلم الجديد لعبد الرحمن التازي “سلطانة غير منسية” الذي تناول سيرة عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي والذي أضاع للأسف فرصة التعريف بها كونه عملا باهتا وضعيفا، وغيرها من الأعمال غير الموفقة”، وفق تعبير الناقد السينمائي.

      وخلُص الناقد السينمائي، إلى أن كل ما سبق يجعلنا نرتاب ونشك في كل عمل مغربي سيتناول شخصية من الشخصيات، وخصوصا إذا كانت ترافقها أحداث تتطلب عملا متقنا واجتهادا استثنائيا وميزانيات ضخمة كشخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كانت حياته كلها مليئة بالنضال والمقاومة والمعارك والأحداث الدرامية، والخوف كل الخوف من ضرب هذه الشخصية إبداعيا وفنيا لأن كل العيون الآن متجهة صوب الريف، كون العمل هو الأول من نوعه حول هذه الشخصية، والكل يعلم مدى ثقلها في الريف بل في المغرب ككل، وها نحن أمام جدل والفيلم ما زال في بدايات التصوير، فما بالك إن كانت النتيجة مخيبة للآمال.

      “لن أنتظر من ربيع القاطي أن يكون بمهارة الرائع غاري اولدمان في فيلم الساعة الأسوأ Darkest Hour حيث أدى دور وينستون تشرشل، ولا في احترافية دينزل واشنطن في فيلم مالكوم اكس Malcom X، ولا حتى في موهبة أحمد زكي في فيلم “أيام السادات” وغيرهم من الممثلين الكبار الذين أبهرونا بتقمص شخصية من الشخصيات التاريخية المعروفة، ولا أنتظر أيضا من مخرج فيلم “أنوال” أن يكون أكثر احترافية وموهبة من مخرجي هذه الأعمال، ولا أنتظر من طاقمه التقني والفني أن يصنع لنا تحفة تماثل تحفة عمر المختار، لا أنتظر كل هذا بكل تأكيد كل ما أتمناه أن يكون العمل محترما وبقدر الشخصية التي سيتناولها وألا يستغبي عقولنا كما فعل من سبقوه”، يختم المتحدث كلامه.

*تنويه: بتصرف عن تغطية صحفية أعدتها "القدس العربي" حول الجدل التي يرافق تصوير فيلم حول سيرة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي والذي اختير له عنوان"أنوال".

تعليقات

التنقل السريع