القائمة الرئيسية

الصفحات

بيان هام حول مستجدات القضية الأمازيغية بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة2966

جمعية ثيموزغا الثقافية والإجتماعية بالحسيمة
بيان حول مستجدات القضية الأمازيغية بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة2966
أزول ذامغناس:
       انعقد بتاريخ 22 يناير 2016 بمدينة الحسيمة، الإجتماع الدوري لجمعية ثيموزغا الثقافية والإجتماعية، وذلك بهدف مناقشة مختلف المستجدات المتعلقة بالوضع الراهن للقضية الأمازيغية، بما فيها ظروف تخليد السنة الأمازيغية الجديدة 2966، باعتبارها محطة تؤرخ لبسالة إيمازيغن وتضحياتهم من أجل الكرامة والحرية، جسدوا من خلالها وعبر التاريخ قيم ثيموزغا في مواجهة أعداء ثمازغا وأعداء الحرية.
   وإذ نقف اليوم  كما دأبنا على ذلك، ومنذ أزيد من عقدين، في إطار الحركة الأمازيغية بالحسيمة، وكذا في إطار الجمعية منذ سنة 2002 - باعتبارها أول جمعية تخلد السنة الأمازيغية بالحسيمة- عند تخليد هذه المحطة من أجل المساهمة في الحفاظ على الذاكرة الجماعية لإيمازيغن، من خلال سعينا إلى تفنيد كل المغالطات التي تحاول اختزال تاريخنا العريق في 12 قرنا ولا يزيد، فقد تم الإتفاق والتأكيد على ضرورة إصدار بيان تنويري للرأي العام المحلي الوطني والدولي.
        إن المتتبع للظروف التي خلدت فيه السنة الأمازيغية الجديدة 2966 سيسجل بكل اعتزاز وافتخار تنامي الوعي الأمازيغي بضرورة الوقوف عند هذه المحطة التاريخية، للتأكيد على ضرورة تصحيح وإعادة كتابة تاريخ إيمازيغن بأقلام وطنية موضوعية؛ إنها محطة من أجل تحيين مطلب - في تكامل تام مع مختلف المطالب الأخرى لإيمازيغن الأحرار- ضرورة جعل هذه المحطة عيدا وطنيا رسميا، ، لا كما هو موجود حاليا، حيث نجد أن محطات مصبوغة بتوجه حزبي سياسوي تُفرض على المغاربة كأعياد وطنية (نموذج 11 يناير1944) رغم بعدها عن محددات : التاريخية، النضالية والرمزية، ومعايير اعتبار الأعياد وطنية.
       وفي مقابل هذا التنامي، نسجل وبكل أسف، ظهور جهات لا علاقة لها بالنضال الأمازيغي تريد النيل من تاريخنا العريق ، ومن تخليد الأمازيغ الأحرار لهكذا محطات، محاولة إفراغها من محتواها الحقيقي: التاريخي،النضالي.. بل، الخطير أن يتم ذلك في أماكن ذات رمزية تاريخية ونضالية لدى إيمازيغن وأهل الريف خاصة،عندما يتم توظيف تخليد السنة الأمازيغية أو الإحتفال على حد تعبيرهم،في تحريف وطمس الذاكرة الجماعية لأهل الريف، ولعل مهزلة "احتفال فيسينا بأجدير"وبطقوس مخزنية عتيقة، لخير دليل على ما نقول،وهو ما أثار استنكارا واسعا من لدن مختلف أبناء الريف،وصمتا مريبا من لدن جل مكونات المجتمع المدني بالريف المستفيد من الريع الجمعوي،بل وحتى من قبل الإطارات التي تعتقد أنها تدافع عن الريف.
   ويحدث هذا قبيل أيام من تخليدنا للذكرى 53 للشهيد مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي، فعوض العمل على فضح التخريب والهدم الذي يطال البنايات التاريخية بالريف،ومنها المعلمة المعلومة،والتخريب الذي يطال غابة السواني-اصفيحة من طرف لوبيات العقار، كان لهذه لأطراف وجهة نظر أخرى ألا وهي تدنيس الأرض التي كانت مركزا للتخطيط  السياسي والعسكري بقيادة الشهيد مولاي موحند من أجل مقاومة الإحتلال الإسباني وأذياله.
     إنه الأمر نفسه حدث ولا يزال، مع القضية الأمازيغية  التي يتم إفراغها من مضمونها الحقيقي، ويتم اختزالها في قضية لغة أو قانون تنظيمي خاص بها، أو بتعبير آخر يتم فلكلرة الأمازيغية،في حين أنها قضية ترتبط بالدرجة الأولى بقضية الديمقراطية، حيث لا يمكن أن نتصور الأمازيغية بدون ديمقراطية والعكس صحيح؛ إنها قضية الحق في إعادة كتابة التاريخ بأقلام وطنية، والعيش الكريم والحق في تقاسم السلطة وتوزيع الثروة الوطنية بشكل عادل وديمقراطي،وهي مطالب تم التأكيد عليها في أكثر من مناسبة،نخص بالذكر لجنة متابعة وتفعيل ميثاق الريف للجمعيات الأمازيغية التي كنا من مؤسسيها ومن محرري ميثاقها..؛ إنها جوهر النضال من أجل القضية الأمازيغية، فمن كانت غايته الظفر بمقعد أو عضوية مؤقتة بمجلس ما (نخص بالذكر المجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية) على حساب القضية الأمازيغية، فليعلن ذلك بصريح العبارة،لا أن يساهم في تحريف الخطاب الأمازيغي ومحاولة فلكلرته، فمن الوقاحة كل الوقاحة أن يتم استغلال القضية الأمازيغية من أجل تحقيق مصالح انتهازية ضيقة، وفي نقاش لا مصلحة لها في ذلك، إلا التأسيس لأمازيغية "جديدة" ألا وهي أمازيغية المخزن، ولعل المتتبع للصراع/التقاذف بالبيانات والتصريحات، الذي برز خلال الكشف عن أسماء الممثلين في لجنة صياغة القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية- ولا تزال تداعياته- ستتبين له الحقيقة،حقيقة من يريد مصلحة القضية الأمازيغية، ومن يريد استغلال هذه القضية العادلة الديمقراطية، من أجل الظفر بعضوية لجنة مؤقتة أو مقعد في المجالس المرتقب تشكيلها.
   وعليه، فإننا إذ نقف اليوم من أجل تقييم الوضع الراهن لإيمازيغن، وفي ظل وضع أقل ما يمكن أن نقول عنه، وضع حساس ودقيق نتيجة تكالب مختلف القوى المخزنية على الأصوات الحرة ومحاولاتها المتجددة والرامية إلى تدجينها واختراقها واحتوائها من خلال تسخيرها لمجموعة من الجهات، تحاول فرملة النضال الأمازيغي الجاد وتحريفه عن مساره الحقيقي، الشيء الذي يتضمن خطورة كبيرة على مستقبل القضية الأمازيغية، وتحاول القيام بإيهام إيمازيغن أنها جاءت من أجل لم شملهم، في حين، أنها جهات يعرف الكل مسارها وعلاقتها المكشوفة مع المخزن وتجلياته السياسية، بل هي نفسها التي فوتت فرصة تجميع إيمازيغن بالأمس خاصة إبان لقاءات ومؤتمرات لجنة البيان الأمازيغي.
إن هرولة هذه الجهات الفاقدة لأي بوصلة سياسية من خلال خرجاتها/لقاءاتها ما هي إلا من أجل الظفر ببعض المقاعد في المجالس المرتقب تأسيسها من قبيل المجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية... على غرار ما قام به البعض منهم بالأمس في فترة تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
     إننا نجدد ونؤكد تشبثنا واستمرارنا في النضال من أجل تحقيق كافة مطالبنا وحقوقنا العادلة والمشروعة التي لا تقبل التجزيء وفي مقدمتها إعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية المتجذرة في التاريخ وترسيم حقيقي للأمازيغية في ظل دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، ووفق أرضية ميثاق الريف. كما لا تفوتنا الفرصة لنستنكر وبشدة التمييع الذي تتعرض له قضيتنا العادلة،والتدنيس /التشويه الذي يطال تخليد محطات إيمازيغن الحقيقية،من قبل من يمكن أن نسميهم بـ''أمازيغ تحت الطلب''.

     وأمام
 هذا الوضع، فإنه يتحتم على كل مناضلي القضية الأمازيغية المبدئيين، التفكير بهدوء عميق من أجل التصدي لكل المحاولات الخسيسة الرامية إلى تمييع الإرث النضالي لإمازيغن،والمتاجرة به، كما ندعو كل المناضلين التقدميين من أجل رص الصفوف للتصدي للمخططات التي تحاك ضد قضيتنا الأمازيغية، وذلك لن يتأتى إلا بنضال مستقل جاد و مسؤول.
    وهذا دون أن ننسى دعوتنا كل الأحرار بألا ينساقوا  وراء  فاقدي البوصلة والمتاجرين بالقضية، إنما العمل على التريث والعودة إلى الصواب، بما فيه خير ومصلحة للقضية الأمازيغية،التي هي محتاجة إلى كل أبنائها البارين،ومحتاجة إلى مناضلين جادين ومسؤولين.


الحسيمة 22 يناير 2016


تعليقات

التنقل السريع