القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا تطوان و لماذا فاس؟ شذرات من الجذور الإستعمارية و بركة الحاج فرانكو "

 

لماذا تطوان و لماذا فاس؟ شذرات من الجذور الإستعمارية و    بركة الحاج فرانكو "
          رسّخت منشورات معهد الخنراليسيمو فرانكو مفهوم "الثقافة الإسبانية العربية"، الذي وفّر المبرر الثقافي للاستعمار الإسباني في المغرب وإرث الأندلس. ويُعدّ هذا العمل جزءًا من سلسلة منشورات تُؤكّد على الاستمرارية الثقافية والإقليمية والروحية بين إسبانيا والمغرب من العصور الوسطى إلى القرن العشرين. وقد رسّخت منشورات معهد الخنراليسيمو فرانكو مفهوم "الثقافة الإسبانية العربية"، الذي وفّر المبرر الثقافي للاستعمار الإسباني في المغرب في عهد فرانكو. وتحت لواء الثقافة الإسبانية العربية، روّج مثقفو فرانكو لرواية الاستمرارية الثقافية، مُقدّمين المغرب الحديث على أنه الوريث الشرعي لثقافة الأندلس. ووفقًا لهذه الرواية، لم تختفِ الثقافة الإسبانية العربية في الأندلس عام 1492، مع الاستعادة المسيحية لغرناطة؛ بل هاجرت إلى المغرب، حيث بقيت متجذّرة في الثقافة العربية. روّج المثقفون الفرانكويون لخطاب الاستمرارية الثقافية، مقدمين المغرب الحديث على أنه الوريث الشرعي لثقافة الأندلس. ووفقًا لهذا الخطاب، لم تختفِ الثقافة الإسبانية العربية الأندلسية عام 1492، مع الغزو المسيحي لغرناطة؛ بل هاجرت إلى المغرب، حيث بقيت على حالها طوال القرن العشرين.
         إلى جانب مؤسسات ثقافية إسبانية أخرى في تطوان، أشعل المعهد العام فرانكو شرارة إحياء العديد من الممارسات الثقافية المغربية التي تدّعي التراث الأندلسي، بما في ذلك الموسيقى الأندلسية والخزف المغربي.(7) واليوم، أصبحت هذه الفنون الأندلسية ركائز الثقافة الوطنية المغربية، وتتخلل مزاعم الهوية الأندلسية للمغرب الأدب المغربي والخطاب السياسي والسياحة، لا سيما في تطوان. يدور المشهد الثقافي والسياحي للمدينة الآن حول ذاكرة الأندلس.(8)
         ومع ذلك، فإن "أندلسة" الهوية الأندلسية المغربية تتخلل الأدب المغربي والخطاب السياسي والسياحة، وخاصة في تطوان.8
ومع ذلك، فإن "أندلسة" الثقافة المغربية تمتد إلى ما هو أبعد من تطوان، لتشمل فاس والرباط والعديد من المدن المغربية التاريخية الأخرى، التي تنسب عائلاتها النخبوية نسبها إلى الأندلس (غونزاليس ألكانتود، "الأندلسيات"؛ شانون 90ء93). وقد أصبحت الهوية الأندلسية المغربية عنصرًا مؤسسيًا في الثقافة المغربية، لدرجة أنها مُكرسة في أحدث دستور مغربي (2011)، الذي تُشير ديباجته إلى تأثير الأندلس على الهوية الوطنية المغربية (الدستور 2). وهكذا، وفي سخرية القدرمن التاريخ آلإستعماري، غرس إصرار إسبانيا على التراث الأندلسي المغربي، الذي كان مبررًا للاستعمار الإسباني، بذور الثقافة الوطنية المغربية التي حلت محل النظام الاستعماري. 
      يُعد كتاب "رحلة الراهوني إلى مكة" مرجعًا أساسيًا لفهم تاريخ الاستعمار الإسباني في المغرب، وخاصةً عملية تحول الخطاب الاستعماري الإسباني إلى خطاب وطني مغربي. ورغم أن كتاب الراهوني كتبه باحث مغربي بارز وموّلته الحكومة الإسبانية، إلا أنه قوبل بتجاهل شبه تام من الباحثين الإسبان والمغاربة على حد سواء."
    .. "إن تملق الرهوني لفرانكو أمرٌ مُقلق، خاصةً عندما يُؤخذ في الاعتبار أن فرانكو بدأ مسيرته في حرب الريف (1921ء1927)، التي استخدم فيها الجيش الإسباني أساليب وحشية، بما في ذلك الحرب الكيميائية، لقمع المقاومة المغربية ضد الاستعمار ( بلفور).
   على الرغم من دور فرانكو في الاحتلال الاستعماري العنيف للمغرب وكاثوليكيته الشهيرة، فإن نص الرهوني يُظهر فرانكو وكأنه مسلم. كما يُصوّر إسبانيا كمكانٍ ثاني. قبل ذهاب الرهوني إلى الحج، دعاه فرانكو وبيجبيدر لزيارة إسبانيا لاستقبال الجنود المغاربة الجرحى. " 
ترجمة عن إريك كالدروود 2017
إعداد: يوفا يان يان
أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع