" إزم، عمر خالق، جرح غائر في القلب لا يندمل "
▪︎هو جرح لأنه إبن من أبناء جامعة القاضي عياض كنت أراه كل يوم لا يتوقف عن قراءة الكتب في خزانة كليتنا. فهو نموذج للطالب القارئ الذي يبحث عن المعرفة والمزيد منها في كل دقيقة من دقائق حياته التي كتب لها أن تكون قصيرة. هو جرح لأنه كان سيكون صرحا معرفيا يفتخر به البلد وأهله.
هو جرح غائر لأنه إبن من أبناء المغرب المهمش المنسي والذي ما فتئ يزداد تهميشا وإقصاء ـ مغرب هؤلاء الذين يحلمون ويصارعون فقرهم بكل ما أوتوا من قوة ليكتشفوا في النصف الثاني من حياتهم (إذا لم يرحلوا عنا كما رحل إزم وإيديا) أنهم لا يزالون فقراء كما كانوا.
▪︎هو جرح لا يندمل لأن العدالة لم تكمل بعد عملها في معاقبة كل من ساهم في مصير إزم .. فاغتيال إزم لم يكن مجرد جريمة عادية، بل اغتيالا سياسيا منظما ساهمت فيه أطراف متعددة: الپوليزاريو، ومن مكّن الپوليزاريو من الدخول إلى الجامعة والإنتشار في كل أروقتها، ومن أنكر بشكل رسمي أن يكون إزم طالبا بكليتنا.
▪︎إزم جرح غائر لا يندمل .. وكل ذكرى من ذكريات استشهاده ستشعل فينا من جديد حزنا شديداعلى الفقيد وشوقا أشد ليوم صاغرو العظيم وحضارة دادس الآتية.
بقلم : عبد الله الحلوي ، أستاذ باحث ورئيس شعبة الدراسات الإنجليزية بكلية الأداب والعلوم الإنسانية ،القاضي عياض

تعليقات