مجلة تقدم خريطة قصف اسبانيا بالغازات السامة شمال المغرب ووجود أرشيف عسكري سري يتضمن معلومات هامة

وثيقة نادرة لحكاية حرب المائة والثعلب" مِيَّا ذُوكْعْبْ" بين إيبقوين وبني بوفراح

إعداد الأستاذ: فريد المساوي

 هذه الوثيقة التي عثرت عليها في أرشيف تطوان التاريخي، قد تشكل الإطار التاريخي لحكاية حرب المائة والثعلب "ميا ذ وكعب" بين بقوية وبني بوفراح، وهي حكاية شفوية متواترة ومعروفة لدى مسني المنطقة، خاصة القاطنين بالمناطق الحدودية بين القبيلتين، حيث تقول الحكاية أن القبيلتين تحاربتا يوما لسبب ما، ولم تضع الحرب أوزارها حتى قتل ما بين الفريقين مائة شخص وأكملوا بثعلب صودف مارا بالقرب من ساحة المعركة ولذلك سميت حرب المائة والثعلب، تقول الوثيقة:  

الحمد لله وحده              

    وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله

محبنا خديم سيدنا النائب الأرضى السيد الحاج محمد الطريس أمنك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا أيده الله وبعد وصل كتابك معلما بما أخبرك به نائب النجليز من نهب مركب صغير يسمى الفلوتشي لتجارهم بساحل غمارة وكتبت لعامل تطوان في ذلك وجوابه لك بما وجهته طيه من عدم وقوفه على أثر لذلك بالساحل المذكور بعد البحث وأن الذي بلغه هو أن الرايس الإنجليزي المسمى طوشوا ذهب لسواحل الريف فأرسى بأيلش ببني بفرح حاملا ملح البارود والكبريت لولد التهامي البقيوي وأن ولد المعلم أحمد من أزغار من سكان بني بفرح هو الذي مد اليد في تلك الملح والكبريت كفافا في تباعة له على ولد التهامي المذكور ولا زال تحت يده فوقعت بسبب ذلك مضاربة بين إخوان كل منهما وأن ولد التهامي البقيوي حماية الصبنيول وولد المعلم أحمد حماية الفرنصيص وأحلت في زيادة تحقيق الواقع على ما يخبر به القائد لحسن الجرجوري وصار بالبال بعد إنهاءه لعلم مولانا المنصور بالله فأصدر أعزه الله شريف أمره للخديم الجرجوري بأن يحقق الواقع ويطير الإعلام به بما يصلك طيه لتوجهه له على يدك وأما ولد التهامي وولد المعلم أحمد فإن حققت أن كلا منهما حماية لمن نسب إليه فيأمرك سيدنا أيد الله أن تكلم حامي كل منهما ليجرى عليه ما يستحقه من التربية على فعله وإن كانت حمايتهما غير ثاتة فيأمرك أعزه الله أن تعلم ليؤمر عاملهما بالمتعين فيهما هذا وقد شوفه باشدور النجليز هنا بمضمن ما كتب لك به نائبهم هنالك بطنجة وبمضمن ما أخبر به عامل تطوان ليكون على بال إذا تم تحقيقه فيرى فيما يستحقه رئيس المركب المذكور من التربية وعجل بالجواب وعلى المحبة والسلام في فاتح حجة عام 1313 هـ.  (14 ماي 1896)

أحمد بن موسى بن أحمد لطف الله به.