القائمة الرئيسية

الصفحات

بيان حول استشهاد محسن فكري والأوضاع التي تعيشها منطقة الحسيمة

   

 جمعية ثيموزغا الثقافية والاجتماعية بالحسيمة 
بيان حول استشهاد محسن فكري والأوضاع التي تعيشها منطقة الحسيمة
مباشرة بعد تلقينا وبحزن بليغ نبأ ارتكاب جريمة شنعاء في حق أحد أبناء الشعب، عن طريق طحنه في شاحنة للنفايات ، حيث تشير كل الأدلة إلى تورط السلطات في ذلك بشكل مباشر، ساند مناضلونا منذ البداية الجماهير الشعبية بالحسيمة التي احتجت بقوة و بشكل واع ومسؤول، ضد هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبها المخزن وشركاءه في حق ابن منطقتنا، ولتنتفض من جديد ضد الظلم المخزني وأذياله.
إن استشهاد محسن فكري نقطة كبيرة أفاضت الكأس وجاءت لتكشف عن حالة التذمر والاستياء والسخط والغضب المتزايد لدى أبناء المنطقة ؛ بسبب الارتفاع المهول في الأسعار وفي نسبة البطالة، وكذا الوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع الصحة بالإقليم؛ إنها  احتجاجات تؤكد للعالم أن "المصالحة" التي كانت الدولة وتجلياتها تروجها ما هي إلا وهم يتلاشى كل يوم ؛ وأن الخطابات الجوفاء بخصوص التنمية التي يشهدها الإقليم، ما هي إلا ذر للرماد في العيون كما يقال، فليس هناك إلا تنمية جيوب مافيا العقار التي تترصد بالمواطنين من أجل الإستيلاء على أراضيهم ومساكنهم أو عن طريق الخدمات التي تقدمها هذه المافيا لبعض المجالس الترابية بالمنطقة من أجل فرض ضرائب على الأراضي غير المبينة كشكل من أشكال التأثير على أصحابها من أجل بيعها بمبرر تفعيل مقتضيات قانون رقم 47-06 المتعلق بالجبايات المحلية على الأراضي الحضرية غير المبنية في حين أن المنطقة بظروفها الحالية تحتاج إلى إعفاءات ضريبية على جميع المستويات؛ ليس هناك إلا تنمية جيوب المافيا التي تتحكم بالأسعار خاصة ما يتعلق بالأسماك، فكيف يعقل أن يشتري المواطن الحسيمي السردين بـ 40 أو 30 درهم رغم أن ميناء الحسيمة يعد الأول بالشمال في إنتاج سمك السردين، بل أكثر من ذلك فالمسؤولون بالحسيمة يفكرون في إحداث سوق بيع السمك خارج مدار ميناء الحسيمة، فتصوروا كم سيكون ثمن السمك إن حدث ذلك، ولعل تجربة نقل سوق الجملة بسوق ميرادور خارج مدار الحسيمة باتجاه السوق الجديد للجملة " نكور-غيس ببوكيدان "، لخير دليل على ما نقول حيث ساهم ذلك في ارتفاع أسعار مختلف الخضر والفواكه  بجل أرجاء الإقليم، وساهم في استنزاف جيوب المواطنين المكتوين أصلا بغلاء المعيشة بمنطقة الحسيمة..
هذا ناهيك عن مجموعة من المشاكل الأخرى التي تعيشها المنطقة، التي أدت إلى عودة ظاهرة الهجرة السرية إلى الواجهة وبقوة بمنطقة الحسيمة حيث خيرة شبابنا يمتطون "قوارب الموت"، هروبا من الأوضاع التي تعيشها، والركود الاقتصادي الذي تعيشه منذ مدة والذي ازداد اختناقا ما بعد الهزات الأرضية التي عرفتها المنطقة.
إن هذه الجريمة تأتي لتنضاف إلى مختلف الجرائم التي ارتكبها المخزن بمنطقتنا ابتداء من القمع الشرس للانتفاضة المجيدة 1958-1959 والمجازر التي ارتكبت إبانها، وصولا إلى قتل وحرق خمسة شبان بإحدى المؤسسات البنكية بالحسيمة، وقد حذرنا في أكثر من مرة في بياناتنا إلى كون الأمور بمنطقة الحسيمة مفتوحة على كل الاحتمالات  لتنفجر في أية لحظة، إن لم تقدم حلول حقيقية وتفعيلها على أرض الواقع، خاصة وأن أبناء المنطقة لا يزالون يتذكرون الظلم السياسي، الإقتصادي الإجتماعي.. الذي لحقهم فهبوا جميعا إلى الإنتفاضة على الأوضاع في فترات متقطعة من التاريخ، ومنذ أواخر الخمسينات إلى اليوم (الإنتفاضة المجيدة 58-59، 84،87، 2004، 2011..) هذا الظلم الذي لا يزال يلاحقهم ، وهو ما عكسته طريقة قتل الشهيد الشاب محسن فكري.
وقبل الختم، تجب الإشارة والتأكيد إلى أنه انطلاقا من كوننا كحركة أمازيغية في إحدى تمظهراتها، حركة احتجاجية، فإننا نسجل استمرارنا في  دعم وبشكل مسؤول وجاد كل الأشكال الاحتجاجية المتميزة التي يقودها الأحرار بالحسيمة..
   و بناء على ما سبق فإننا في المكتب الإداري لجمعية ثيموزعا الثقافية والاجتماعية  بالحسيمة ، نعلن للرأي العام الوطني و الدولي ما يلي:
تأكيدنا على أن قضية استشهاد "محسن فكري" هي قضية الجماهير الشعبية التي تعاني من الظلم والتهميش والإقصاء المخزني، ونحمل كامل المسؤولية لما وقع وما سيقع للمخزن.
تأكيدنا على ضرورة:
·     محاكمة كل المتورطين في مقتل الشهيد محسن فكري.
·     ضرورة الكشف عن كل الخروقات التي يعرفها إقليم الحسيمة في مجموعة من القطاعات قطاع الصيد البحري وقطاع العقار ،قطاع الصحة...
·     ضرورة الكشف عن حقيقة الشهداء الخمس الذين سقطوا بمدينة الحسيمة يوم 20 فبراير 2011.
·     ضرورة الكشف عن حقيقة أحداث انتفاضة 1958-1959.
·     ضرورة رفع التهميش والمحاصرة التي يعيشها الإقليم من ضمنها إلغاء الظهير رقم 1.58.381 الذي يعتبر إقليم الحسيمة منطقة عسكرية.
·     ضرورة تحقيق تنمية حقيقة بكل مناطق الريف بعيدا عن نهج سياسة تزيين الواجهة.
·     ضرورة خلق فرص شغل حقيقية لكل أبناء الوطن.
·     ضرورة الاستجابة لكل المطالب العادلة والمشروعة للشعب المغربي، بما في ذلك التوزيع العادل للثروة الوطنية.
إدانتنــــــــا
·     لكل من يتاجر بالأحداث المأسوية .
·     لكل المضايقات عن طريق توجيه استدعاءات من طرف السلطة لبعض المشاركين (لحد الآن) في الاحتجاجات التي شهدتها الجماعة الترابية أيت حذيفة إقليم الحسيمة .
تثميننا:
·     لكل المتضامنين والمنظمين للمسيرات الإحتجاجية التضامنية بكل الريف من وجدة إلى طنجة ، وفي كل ربوع الوطن.
·     لكل المجهودات التي قامت بها مختلف الوسائل الإعلامية الجادة، محليا،وطنيا و دوليا.
استنكارنا :
·     لكل التصريحات العنصرية التي يطلقها بعض أشباه السياسيين ضد أبناء الريف البطل.

عن المكتب
الحسيمة بتاريخ 1 نونبر 2016


تعليقات

التنقل السريع