جدل حول ارتفاع عدد مرضى السرطان بالريف مع انطلاق حملة الكشف المبكر
الحسيمة / السكناوي الغلبزوري
أعاد انطلاق الحملة الوطنية المجانية للتحسيس والكشف المبكر عن سرطان الثدي النقاش في الريف من جديد حول الانتشار الواسع لهذا المرض الخبيث بالمنطقة وإمكانية ارتباطه بالغازات السامة التي استعملتها القوى الاستعمارية.
من جانب أخر أكد رئيس مصلحة العلاجات المتنقلة في المندوبية الجهوية للصحة في الحسيمة رشيد أوراغ بخصوص الحملة الوطنية المجانية للتحسيس والكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تنظمها وزارة الصحة ومؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان طيلة المدة الممتدة بين 04 و27 أكتوبر الجاري أن المديرية الجهوية للصحة والمندوبية قد استقدمتا منذ أسابيع خلت أطباء مختصين في هذا المجال الحيوي من مراكز مماثلة لتمكين الحاملات لهذا المرض من متابعة الفحوصات الدقيقية ومختلف مراحل العلاج في انتظار حل مشكل النقص الحاد في الموارد البشرية بمركز الأنكولوجيا بشكل نهائي من طرف المصالح الوزارية المركزية.
وأوضح أوراغ أن المندوبية ومختلف المصالح التابعة لها انخرطت بقوة لإنجاح الحملة الوطنية المجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي والتي تهدف إلى إجراء فحص اكلينيكي للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و 69 سنة من قبل أطر طبية مكونة لهذا الغرض إلى جانب حملات تحسيسية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لفائدة النساء داخل المراكز الصحية ولعموم المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة لتمكين النساء من التعرف على أعراض المرض مبكرا وسبل الوقاية منه وعلاجه ما أمكن في الوقت المناسب.
وأضاف أوراغ أن مصالح مندوبية الصحة استعدت بشكل كاف لهذا الأمر حيث أن عمليات الفحص المبكر عن مرض سرطان الثدي ستجرى داخل المراكز الصحية الموزعة بتراب الإقليم، بما في ذلك تلك المتواجدة بالعالم القروي، فيما ستحال الحالات المشتبه فيها على المركز الصحي الجهوي.
وأشار المتحدث نفسه إلى أنه في حالة التأكد من الإصابة بالمرض فإن العمليات الجراحية ستجرى بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة، أما العلاج الكيميائي والإشعاعي بمركز الأنكولوجيا المتواجد كذلك بنفس المدينة.
وقال أوراغ ل"صحيفة الناس" إن الحملة ستستمر إلى غاية 27 أكتوبر الجاري مع إمكانية تمديدها في حالة عدم بلوغ بعض الأهداف المرسومة مسبقا لها، وأن الحملة تهدف إلى الكشف المبكر عن أعراض المرض الخبيث وفي حالات اكتشاف حاملات لأعراض المرض سيتم إحالتهن على ذوي الاختصاصات الدقيقة من أطباء المركز الإستشفائي الجهوي قصد استكمال الفحوصات اللازمة في هذه الحالات ومتابعة مراحل العلاج إن تأكدت الإصابة.
وأضاف المتحدث ذاته أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يساهم بشكل فعال في محاربة هذا المرض وقد يمكن من علاجه بشكل كبير أمام الوسائل والإمكانيات المتاحة حاليا على مستوى التطور الطبي، حيث أن نسب النساء اللواتي يتعافين تماما من المرض تصل إلي 80% في الدول المتقدمة حيث التشخيص المبكر والذاتي أيضا. أما في الدول النامية حيث أغلب الحالات لا يلجن إلى العلاج إلا في وقت متأخر فإن نسب الشفاء تتضاءل إلى حدود 40 %.
ويعرف المركز الجهوي للأنكولوجيا في الحسيمة بين الفينة والأخرى احتجاجات من طرف المرضى وعائلتهم بسبب النقص في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية حيث يضطر هؤلاء إلى التنقل إلى الرباط أو فاس أو البيضاء، وما يلي ذلك من مصاريف ومتاعب نفسية إضافية.
وتجدر الإشارة إلى أن وضعية المركز المذكور دفعت بالعديد من فعاليات المجتمع المدني إلى تنظيم وقفات احتجاجية إلى جانب المرضى وذويهم أمام المركز الجهوي للأنكولوجيا في المدينة مطالبين الجهات الوصية بضرورة النظر في وضعية هذا المرفق الحيوي الذي لم يعد يشتغل بالشكل المطلوب، بل إن بعض الأطباء رفضوا حينها تحمل مسؤولية إدارة هذا المستشفى ومتابعة علاج المرضى بمثل هذه التجهيزات التي قد تؤثر سلبا على المرضى عوض وقف زحف المرض الخبيث على باقي خلايا جسمهم.
صحيفة الناس

تعليقات