القائمة الرئيسية

الصفحات

الحركة الثقافية الأمازيغية من داخـل الجامعة المغربية (مفاهيم أساسية)


  الحركة الثقافية الأمازيغية من داخـل الجامعة المغربية (مفاهيم أساسية)

في مفهوم الحركــــــــــــة

            يعتبر مفهوم الحركة من بين المفاهيم التي يصعب تعريفها سواء عن طريق الكلمات أو عن طريق عبارات معينة، فمن الجانب أو المنظور الفيزيائي - الجسدي، الحركة توحي إلى الانتقال والتحرك من مكان إلى آخر، وهذا الانتقال لا يستدعي بالضرورة الانتقال إلى موقع جغرافي مختلف أو آخر. أما من المنظور الاجتماعي، فيمكن تعريف الحركة باعتبارها القيام بمجموعة من الأنشطة للدفاع عن مبدأ وتصور معين من أجل الوصول إلى هدف أو أهداف معينة، وبالتالي يمكننا الحديث عن حركة اجتماعية لأنها تشمل مجموعات من الأفراد والأشخاص يحملون أفكار مشتركة، ويحاولون تحقيقها على أرض الواقع كما يسعون إلى التغيير الاجتماعي مستعملين خطابا عقلانيا، علميا، فلسفيا و نقديا، خطابا يجعل من هذه الحركة الاجتماعية قوة مؤثرة داخل المجتمع تتحدى النظام والسياسة الممنهجين من أجل تسيير البلاد، وبالتالي فهذه الحركة تكون نابعة من صميم و قلب المجتمع.

   الحركة الثقافية الأمــــازيغية

           الحركة الثقافية الأمازيغية هي مكون طلابي يعمل من داخل المنظمة النقابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، يناضل من / في داخل الساحة الجامعية حول القضية الأمازيغية في مضمونها وشكلها الثقافي مستخدما أفكار ومبادئ الفكر والخطاب الأمازيغيين، وذلك بقلب المشهد الثقافي- السياسي السائد في الجامعة عبر تنظيم قوي للنضال بشتى أشكاله (فتح نقاشات فكرية وسياسية في الحلقيات، تنظيم أيام ثقافية تحسيسية وتوعوية بالثقافة والتاريخ الأمازيغي...) حيث توج هذا التنظيم بولادة تنسيق وطني يوحد جل المواقع الجامعية، وبالتالي فالحركة الثقافية الأمازيغية هي جسد واحد على المستوى الوطني.

        من جهة، الحركة الثقافية الأمازيغية حركة نضال مطلبية، احتجاجية، تصحيحية، حركة سلمية بمعنى: حركة ضد العنف بكل أشكاله (العنف الرمزي، العنف الجسدي والمادي)،وهي ضد استعماله من طرفها أو ضدها و تندد به باستمرار وتدعو دائما المكونات الأخرى العاملة من داخل الجامعة إلى توقيع ميثاق شرف ضد العنف. كما أنها قوة ديمقراطية اجتماعية و قوة سياسية تضم كل المواطنين الغيورين على القضية الأمازيغية، ذوي القناعات السياسية التي لا تتنافى مع وحدتها و أهدافها و مصالحها.

      بطبيعتها الديمقراطية الحركة الثقافية الأمازيغية ليست و لن تكون شوفينية و لا رجعية بل بالعكس ستظل حركة بدون أية عقدة، تدعو إلى التفتح والانفتاح بشكل مستمر من داخل الجامعة المغربية، و يندرج نضالها في إطار المد الديمقراطي للشعب الأمازيغي، كما أنها تعتبر مصلحة الطالب المغربي فوق كل اعتبار، وتعتبر أيضا أن الوحدة الطلابية هو الحل الوحيد والأوحد لخروج منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من الأزمة التي تتخبط فيها، وهذه الحركة لم تقم حتى أحست بأن ثقافة، حضارة ولغة الانسان الأمازيغي في خطر بمنأى عن السكوت له.

   الحركة الثقافية الأمازيغية وقوة الحضور بالجامعة المغربية

             لقد انطبعت مرحلة التسعينات بالجامعة المغربية بقلب عام وتام للمشهد الثقافي- السياسي السائد نحو تجاوز أو صيانة الفصائل تنظيميا ونضاليا، ونحو تجاوز للمنهجية المفاهيمية معرفيا، وعوامل التجاوز تحكمت فيها الصيرورة التاريخية المصاحبة لنضالات الحركة الطلابية التي تميزت بـ :

- القمع الذي لحق نضالات الطلبة.

- تنامي الحضور الميداني للتيارات الاسلاموية التي صاحبت عملية "الجهاد" بالجامعة.
-
التناسل التنظيمي أو التفريخات اللاصحية التي أفرزتها تجربة الطلبة القاعديين (واقع تعدد المسؤوليات، تعدد التيارات، تعدد الفصائل لديهم)...

- عجز الفصائل بحكم مرجعيتها على استيعاب التهميش والإقصاء الذي تعرفه قضايا الشعب المغربي ومن ضمنها القضية الأمازيغية، داخل المجتمع السياسي، وكذلك الوضع الاقتصادي الذي غيب عنه الموقف الديمقراطي.

        فكان من المنطقي أن تبرز في قلب الجامعة فعاليات ديمقراطية حاولت تجاوز الهوية الثقافية للفصائل بإعادة امتلاك الذات وذلك بتكثيف السؤال حول مفهوم المواطن المغربي كمرحلة لبناء مشروع ثقافي بديل يتصالح مع ذاته ويتجاوز الأطروحات القومية اللاوطنية، وقد كان للحضور القوي لملف الأمازيغية بالجامعة أسباب منها :

- أن دينامية الصراع الاجتماعي بالجامعة متقدمة عما يجري في الشارع السياسي لكون فئة الطلبة بحكم بنيتها العمرية، التي تصنف ضمن فئة الشباب، تجعلهم قابلين لاستيعاب أي خطاب ديمقراطي سياسي.

- تنقل الخطابات السائدة بالجامعة والتي أفرزت مواقف خاطئة حملت في طياتها اللانسجام على مستوى الرؤية والموقف.

- الاعتراف بالأمازيغية يقابله تبني إستراتيجية ''الثورة العربية''.

- الإقرار بوطنية الثقافة الأمازيغية، يقابله الاحتفاظ بنفس الثوابت التي بني عليها الموقف من القضية الفلسطينية كقضية وطنية.

- تبني الماركسية (كفلسفة كونية) على مستوى التحليل يقابله حضور القضايا القومية بصورة مبالغ فيها، أضف الى ذلك ديباجة القانون الأساسي المعدل(اوطم)، عدة مرات والتي تحكمت فيها نفس الخلفيات السابقة.

     فكان من الطبيعي أن نجد كذلك لمطالب الجمعيات الأمازيغية صدى بالجامعة على اعتبار أن ذلك طبيعي لاستفادة طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية منها، وهو ما يؤشر لتغيير على مستوى الخطابات الإيديولوجية السائدة بالمغرب مستقبلا بتعزيز مواقع خطاب الهامش، لكون فئة الطلبة فئة إستراتيجية بالنسبة لأي مشروع مجتمعي لما تتصف به من دينامية ووعي سياسي متقدم.

الحركة الثقافية الأمازيغية ومفهوم الثقافة

        لا يمكن تحديد هذا المفهوم للحكم على أنه موقف من مواقف الإطار – الحركة الثقافية الأمازيغية - لكنها محاولة اجتهاد وفقط بحكم تجربتنا في النضال المحدودة ووعيا منا بتصور إطارنا العتيد وإيماننا بمبدأ النسبية الذي لا يمكن لنا من خلاله على أن نعتبر مفهوم الثقافة مطلق لدينا.

       إن المفهوم الانثروبولوجي المرن للثقافة يرى أن التقاليد الاجتماعية والاختيارات والتفرعات السياسية والفنون بمختلف أنواعها كالمعمار والرقص والغناء والأدب الشفوي المروي جيلا عن جيل من شعر ورقص وأمثال سائدة، أن ذلك كله من الثقافة بالإضافة إلى اللغة نفسها، وما تنفرد به من مميزات معجمية وصرفية ونوعية.
فالثقافة مجموعة من الوقائع الحضارية الخاصة بمجتمع معين، إنها رصيد ورأسمال مهم من المعلومات والتجارب التي تم تناقلها بصورة لا شعورية عبر الأجيال والقرون، إنها في آخر المطاف الوعي بالوجود والعيش في العالم الحاضر.

      يقول الفيلسوف كلايد كلاكهون: ''نقصد بالثقافة كل مخططات الحياة التي تكونت على مدى التاريخ، بما في ذلك المخططات الضمنية والصريحة والعقلية واللاعقلية وغير العقلية، وهي توجد في أي وقت كموجات لسلوك الناس عند الحاجة''.

وقد حدد الفيلسوف "سبير" saper ثلاث معاني للثقافة:

    - الأول تقني: يعتبر الثقافة بأنها ملازمة للإنسان لأنه ليس هناك إنسان آخر تميزه عنه.
-
الثاني أكاديمي: حسب المعنى الأكاديمي فالثقافة عدد صغير من المعارف والتجارب المتمثلة.
-
الثالث مشترك: بين التقني والثقافي: يشترك مع المعنى التقني في أنه يعتبر الثقافة مجموعة من الممتلكات أو الخيرات الروحية للجماعة، وفي المعنى الأكاديمي إذ انه يعتبر الثقافة نفسها هي عدد صغير من العوامل المستقاة من تيار الثقافة الواسع نفسها.

    وحسب "سبير" دائما فان الثقافة تقترب من الروح أو العبقرية الخاصة بشعب من الشعوب دون أن يكون هذا اللفظ مرادفا لها تماما، إذ أن الممتلكات في استعمالها العائم تحيل بالخصوص على الماضي السيكولوجي أو الشبه السيكولوجي لحضارة قومية ما، في حين أن الثقافة تتضمن بالإضافة الى هذا الماضي جملة تجليات ملموس ومميزة. وهكذا يمكننا حسب "سبير" أن نعرف الثقافة إجمالا بأنها الحضارة من حيث أنها تتضمن العبقرية القومية.
هذه محاولة فقط لفهم غير دقيق أو دقيق للثقافة التي هي محور من محاور النضال الأمازيغي سواء داخل الجامعات المغربية والمغاربية أو شوارعها السياسية.

الحركة الثقافية الأمازيغية ومفهوم الحرية

يقترن مفهوم الحرية بالإرادة الحرة وبقدرة الفرد على التغلب على الاكراهات والحتميات، فكيف يمكن الحد من الحرية المطلقة؟ وما دور القانون في توفير الحرية وترشيد استعمالها؟

      بما أن الإنسان ولد وله الحق الكامل في الحرية والتمتع بلا قيود بجميع حقوق ومزايا قانون الطبيعة، في المساواة مع الآخرين فإن له بالطبيعة الحق، ليس في المحافظة على حريته فحسب، بل أيضا في أن يقاضي الآخرين، إن هم قاموا بخرق للقانون ومعاقبتهم بما يعتقد أن جريمتهم تستحق من عقاب. من هذا المنطلق وُجد المجتمع السياسي، حيث تنازل كل فرد عن سلطته الطبيعية وسلمها إلى المجتمع في جميع الحالات التي لا ينكر عليه فيها حق الالتجاء إلى القانون الذي يضعه المجتمع لحمايته.

  الحركة الثقافية الأمازيغية ومفهوم العلمانية

ان فكر اي شعب من الشعوب لا يمكن فصله عن الفكر الانساني ككل، إذ أن الفكر في تواصل مستمر وتطور دائم، وهكذا فإن ما يتم التوصل إليه هو حصيلة للتطور المتواصل لما أنتجته البشرية، وهذا شأن العلمانية بما هي مجموعة من الأفكار والقيم، فالعلمانية رغم كونها مفهوما نسبيا (أي لا يمكن طرح تعريف لها باعتماد مقاربة واحدة لاختلاف مفهومها باختلاف المدارس الفكرية التي ينتمي إليها منظروها...) فإنها تعتبر إرثا إنسانيا لجميع الشعوب لأنها نتيجة حتمية لتراكم وتواصل وتكافل جهود الانسانية جمعاء، والشائع لدى منظروا العلمانية أن هذه الاخيرة تبلورت خلال عصر الأنوار عندما رفع شعار فصل الدين عن الدولة أو فصل ما هو روحي على ما هو واقعي، والحقيقة أن مبادئ العلمانية متجذرة في التاريخ، فقد ظهر مجموعة من المفكرين في مراحل معينة من التاريخ دعوا إلى استخدام العقل وإسناد جميع الامور إلى العقل، لكن هذه الآراء لم تسعفها الظروف لتتغلغل داخل المجتمع وتتبلور كمشروع سياسي إلا مع عصر الأنوار حيث رفع شعار ـ لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه ـ لذلك فالعلمانية ماهي إلا الثمرة الناضجة للعقلانية أو ماهي -أي العلمانية- إلا توسيع لمفهوم العقلانية حينما شملت هذه الاخيرة جميع ميادين الحياة، وفي هذا الصدد بالذات يصرح الكاتب الجزائري محمد أركون بأن ـ العلمانية عبارة عن توتر مستمر من أجل الاندماج في العالم الواقعي.

     فالعلمانية هي الكفيلة بضمان مجموعة من القيم الانسانية كالتعدد والاختلاف والتسامح بين الأديان عكس ما يروج له أعدائها بأن العلمانية ضد القيم الانسانية والدينية بالخصوص. لذلك فالعلمانية ما هي إلا محاولة لفسح المجال لكل الأطراف للتعبير عن آرائها وتصوراتها في دولة ديمقراطية مرجعيتها المواطنة.

     ومن بين اهم القيم التي تضمنها العلمانية نجد، قيم التعدد والاختلاف التي تعبر هذه القيم عن إنسانية الإنسان ونقصد بها اختلاف وتعدد المرجعيات على مستوى الأفكار والأديان مما يضمن حرية التعبير وحرية الاعتقاد، وقيم التعدد والاختلاف تتمركز حول فكرة أساسية هي عدم إخضاع الناس للإيمان بفكرة واحدة أو مذهب واحد، لكن هذه القيم ستبقى مجرد شعار ما لم يعترف بها رسميا عن طريق إعلان الدستور العلماني، وهذا الآخير ما هو إلا مجموعة من القوانين التي تضمن هذه الاختلافات، ولن يتأتى هذا الأمر إلا بإعلان أو عدم التنصيص على دين أو مذهب ديني رسمي. وهكذا سيصبح جميع المواطنين متساوون أمام الدستور الذي يعتبرهم جميعا مواطنين من درجة واحدة عكس الدستور الذي ينص على دين رسمي معين او إنتماء عرقي إذ سيعتبر المواطنون المتدينين بنفس دين الدولة مواطنين من الدرجة الاولى وباقي المواطنين من الدرجة الثانية. وما مبدأ فصل الدين عن الدولة إلا ضمانة كبرى للتعدد والاختلاف على مستوى الواقع.

الحركة الثقافية الأمازيغية و النسبية

       من جهة أخرى، الحركة الثقافية الأمازيغية لا تؤمن بقدسية الأفكار البشرية والمنظومات الفلسفية، وبالمقابل تؤمن بدينامية الفكر، وحركية التاريخ، وتعدد أوجه الحقيقة، إذ ليس هناك حقيقة بشرية مطلقة أي أننا نتبنى النسبية في التفكير، ونؤمن بتعدد الاجتهادات والتصورات والرؤى، ولذلك ندافع باستمرار عن حق الاختلاف وعن التعدد الفكري واللغوي والثقافي والسياسي كمدخل لإشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وفتح أبواب الحوار أمام جميع مكونات المجتمع من أجل تفاهم أفضل. كما نؤكد على أن الديمقراطية، كآلية وكقيم، ضرورية لإفراز مؤسسات وهياكل ومنظمات مسؤولة أمام الجماهير والقواعد الشعبية وتكون قابلة للمراقبة والمتابعة والمحاسبة، وذلك من أجل دمقرطة المجتمع ودمقرطة السلطة السياسية وكافة التنظيمات والقوى الفاعلة في المجتمع.

الحركة الثقافية الأمازيغية ومسألة الدين الإسلامي

      نحن في الحركة الثقافية الأمازيغية نعتبر الدين الإسلامي الذي هو دين الغالبية العظمى للشعب المغربي، دين يدعو إلى الحوار والتسامح وليس إلى القتل والتكفير، ونؤكد على وجوب احترام الشعور الديني للمغاربة، ونؤمن بحرية المعتقد الديني، وبحق المغاربة الذين يدينون بديانات سماوية أخرى، في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
لذا، ليس من حق أي طرف فرض الوصاية على الدين الإسلامي أو احتكاره، أو استغلاله لأغراض سياسية أو لمصالح شخصية معينة، فللحقل السياسي مجاله وشروطه وآلياته وقوانينه، والتي تخص معايير دنيوية يتفق ويجمع عليها أهل السياسة من أجل ضبط الممارسة وخدمة المجتمع والأفراد.

      أما الدين فهو مجال مقدس لا يجب تدنيسه بممارسات سياسوية تستعمل فيها كل الأسلحة المشروعة منها وغير المشروعة من أجل كسب الرهان وربح المعارك الانتخابية والفوز بالمناصب والمقاعد المريحة.

       إذن، فالثقافة الإسلامية بالمغرب تحتل موقعا متميزا داخل المنظومة الفكرية للمغاربة، كما أن العلاقات الاجتماعية، بل والاقتصادية أيضا، تتحكم فيها بشكل كبير المنظومة الدينية، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث أن الإسلام هو دين الدولة وفق ما تنص عليه ديباجة (((((( الدستور ))))))، هذا بالإضافة إلى وجود وزارة خاصة للشؤون الدينية، وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما يتم أيضا تدريس المواد الدينية (التربية الإسلامية) في المدارس العمومية وفي مختلف الأسلاك والمستويات التعليمية، كما أن المناسبات الدينية تحترم بشكل رسمي ( عطل رسمية).

الحركة الثقافية الأمازيغية والوعي بالذات

                 نعتبر الوعي بالذات هو المدخل لفهم مختلف الصراعات الحاصلة في المجتمع، والإنسان الذي يعيش استلابا فكريا وحضاريا لا يمكن له أن يرى الأمور على حقيقتها، مادام عقله في الشرق الأوسط أو في مكان آخر، بينما كيانه يتواجد بأرض المغرب. ولهذا نرى أن الهوية الأمازيغية للشعب المغربي يجب أن تتجسد في المجتمع وفي مختلف مؤسسات الدولة، وذلك عن طريق دسترة اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، وإدخالها إلى كل الإدارات والمؤسسات ومجالات الحياة العامة والخاصة، ويجب أن تحظى بتكافؤ الفرص أمام اللغة العربية، وكذا يجب إعادة قراءة وكتابة التاريخ المغربي المؤدلج، وذلك انطلاقا من رؤية وطنية وبمناهج علمية، واستثمار القيم الأمازيغية والتراث المغربي النير والمشرق، من أجل الرفع من وتيرة التطور والتنمية.

الحركة الثقافية الأمازيغية ومفهوم الديمقراطية

                     نؤكد على أن الديمقراطية، كآلية وكقيم، ضرورية لإفراز مؤسسات وهياكل ومنظمات مسؤولة أمام الجماهير والقواعد الشعبية وتكون قابلة للمراقبة والمتابعة والمحاسبة، وذلك من أجل دمقرطة المجتمع ودمقرطة السلطة السياسية وكافة التنظيمات والقوى الفاعلة في المجتمع. وفي هذا الإطار، تناضل الحركة الثقافية الأمازيغية من أجل أن تسود الديمقراطية قيما وممارسة داخل الحرم الجامعي وخارجه، وتلح على ضرورة احترام إرادة الجماهير في صياغة القرارات وتنفيذها، وكذا الالتزام باستقلالية منظمتنا النقابية "أوطم" عن الدولة وعن مختلف القوى السياسية وذلك لتدبير شؤونها بشكل حر وديمقراطي، وبعيدا عن كل أشكال التبعية والوصاية.

             كما أقرت الحركة مبدأ التضامن مع جميع الشعوب المضطهدة في العالم، وذلك انطلاقا من كون هذه القضايا ذات طابع إنساني. وفي هذا السياق، ننتقد المكونات الطلابية الأخرى التي تقدس قضايا الشرق الأوسط (القضية الفلسطنينية نوذجا)، وتغض البصر عن قضايا شعوب أخرى مضطهدة (قضية الشعوب الأمازيغية)، وأقربها إلينا شعب الطوارق الأمازيغي الذي يناضل من أجل البقاء، ويكافح ضد أنظمة عسكرية توتاليتارية جنوب منطقة "تامزغا".
وهكذا، فإن جل ومختلف بياناتنا تسجل تضامننا مع كل الشعوب التواقة إلى التحرر والانعتاق ومنها (الطوارق، الأكراد، فلسطين، الشيشان، أفغانستان، سوريا... الخ).

الأهداف العامة للحركة الثقافية الأمازيغية

         الحركة الثقافية الأمازيغية، تناظل من أجل:

- الاعتراف الرسمي و الدستوري من طرف الأنظمة الحاكمة في شمال إفريقيا بالعمق الأمازيغي لهوية الشعب الشمال-إفريقي.

- ترقية الثقافة الشعبية الأمازيغية بتعبيراتها المختلفة و التراث الأمازيغوفوني بصفة خاصة.
-
تطوير وترقية الانتاج الثقافي باللغة الأمازيغية.

- التكفل التام، من طرف الأنظمة الحاكمة في شمال إفريقيا، بمصاريف تعليم اللغة الأمازيغية.

- التعميم التدريجي لاستعمال اللغة الأمازيغية على مستوى المحيط، الإعلام ، الإدارة ، العدالة ...إلخ.

كما تطالب السلطات الحاكمة في شمال إفريقيا ب :

- الاعتراف بالعمق الأمازيغي بهوية شمال إفريقيا.
-
الاعتراف الدستوري في الشكل والمضمون باللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية.

- فتح أكاديميات ومعاهد جامعية لتطوير وترقية اللغة الأمازيغية.
-
تدريس اللغة الأمازيغية بحرفها الأصلي تيفناغ Tifinagh
-
تثمين مختلف أوجه الإنتاج الثقافي الفني الأمازيغي كالفنون التشكيلية، المسرح، الغناء، النحت...إلخ، والحرف التقليدية، كالنسيج، الصناعة، النجارة، الأواني...إلخ، عبر إدراجها في المدارس و المعاهد المهنية المتخصصة.

- فتح تخصصات علمية أمازيغية في الجامعات في المواد ذات العلاقة بالثقافة الأمازيغية كالتاريخ القديم، الانتروبولوجيا، الآثار، الهندسة المعمارية، الفنون و الحرف الشعبية، الأدب الأمازيغي،...إلخ.
-
الدعم المالي و القانوني لكل أوجه البحث العلمي المتخصص في الثقافة، اللغة، و التراث الأمازيغي، تكوين المكونين و معلمي اللغة الأمازيغية.

- استعمال اللغة الامازيغية في وسائل الإعلام العمومية كقنوات الراديو، الصحافة المكتوبة، الصحافة السمعية-البصرية.

- إدماج اللغة الأمازيغية في الإدارة العمومية كالبلديات ، المحاكم ...إلخ.
-
بناء متاحف متخصصة في الأثار الأمازيغية.

- إعادة اعتماد التسميات الأمازيغية الأصلية لمختلف المدن و القرى و الأماكن.
-
رفض التسميات الاحتوائية لشمال إفريقيا كشعار "المغرب العربي".

- رفض التقسيم المصطنع لشعب شمال إفريقيا إلى عربي و أمازيغي و كذا التفتيت القبلي و الجهوي.

                    وختاما، فالحركة الثقافية الأمازيغية ليست وليدة اليوم بل تضرب بجذورها في عمق المغرب منذ عشرات السنين و لقد شهد لها الجميع بمساهمتها القوية في ترقية الديمقراطية، و تعد من أهم عوامل بروز المجتمع المدني والتعددية السياسية في شمال إفريقيا.

                  إن الحركة الثقافية الأمازيغية ليست حزبا ولا تابعة لحزب و لا تعمل للوصول بالقوة إلى السلطة، بل هي حركة مستقلة وديمقراطية، مفتوحة لكل إنسان يؤمن حقيقة وفعليا بالحقوق الثقافية و اللغوية لشعب شمال إفريقيا، بشرط ألا يكون منتميا لحزب أو دكان سياسي معين أو مرتبطا بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالسلطة، كما بإمكانها أن تتخذ وتعلن موقفا اتجاه كل القضايا الثقافية و السياسية، وهي تناضل مع كل القوى الديمقراطية في شمال إفريقا و في العالم من أجل دمقرطة لا مشروطة للحياة السياسية والثقافية في شمال إفريقيا، تناضل ضد كل أنواع القمع وتساند كل ضحاياه، بإمكان الحركة الثقافية الأمازيغية أيضا أن تشارك في النقاشات ذات العلاقة بالإشكاليات الثقافية والديمقراطية الوطنية، الشمال-إفريقية أو العالمية.

تعليقات

التنقل السريع