القائمة الرئيسية

الصفحات

الشهيد عبد السلام أشهبار الحق في الوجود والأمل الوضاء

عبد السلام أشهبار الحق في الوجود والأمل الوضاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الراحل عبد السلام أشهبار من مواليد سنة 1969 بالحسيمة، وهو فنان موهوب اختطفته أيدي الموت ملء عرض البحر، في طريقه إلى "الفردوس الأندلسي" انطلاقا من ساحل تطوان وذلك خلال الليلة المشؤومة (4 ماي 1992).. كان الفقيد على متن قارب موت بمعية أربعة وعشرين شابا قضى جلهم، ولم ينجُ منهم سوى أربعة فقط.

- قبل أن يقدم عبد السلام أشهبار على الهجرة السرية خاف أن يطمس الزمن والنسيان اسمه، فسارع إلى تسجيل شريط صوتي ضمنه باكورة أغانيه التي كانت تعد بأفق فني متميز من حيث اللحن والأداء والكلمات: أناشيد أمل ويأس، ومشاحنات عاطفية جارحة، وغوص في أسئلة المصير الوجودي للإنسان؛ وفي ثنايا كل ذلك احتجاج عارم على شروط العيش التي تدفع شابا موهوبا وذكيا في مقتبل العمر إلى المراهنة بحياته، هو الذي غنى وعينه على البر الأندلسي:

مارا والو تودارث      mara walu t'udath  
أتاف ذينّي راخارث   
ataf dinni rakhath
(إن غابت الحياة فأهلا بالممات)

بطريقة سلمية، بعيدا كل البعد عن العنف وأشكاله، وبدون تهجم على الأمازيغ ولومهم وإلقاء كل المسؤولية على عاتقهم، يريد أن يوصل رسالة إلى من يهمه الأمر بحقه في الوجود، ويعطي أملا لذويه في تحقيق الذات وفرض الهوية بدون تسرع أو خلق إشكالية نحن في غنى عنها.

وار تقنيض شي أيوما    war taqnidchi ayuma 

لا تيأس.

وبدون نظرة تشاؤمية للمستقبل، من سيعلم ماذا سيقع غدا، تحكم بالصبر وتمنع به، فهو أجمل ما يمكن عمله، الصبر نظرة أخرى للأشياء فتحلَّ به. من البداية يحارب القنوط ويتسلح بالأمل، أمل وضاء ينير الطريق ويبشر بالخير.

زوغار ثسيريت   zuɣar t'sirit  

البس حذاءك، تحرر من قيودك وتحرك، لا تستسلم للكسل، فللعدم وجوه تنسف حياة الإنسان من الداخل والخارج، ولا جدوى من الجلوس الذي لا ينجم عنه إلا الملل والاكتئاب.

أوكار زاث نسن  سوعفار   ugar zat' nesan su3affar 

تقدمهم وتبختر أمامهم، هؤلاء الذين لا ينظرون إليك إلا بنظرة تحقيرية ودنيوية، لا تتركهم يستهزئون بك ليعقدوك ويحاولوا أن يقتلوك معنويا ولا يترددون في تصفيتك جسديا إذا سنحت لهم الفرصة.

جبد خاسن إيري   jebad khsan  iri

تعال عليهم وامش مرفوع الرأس، لا تخف منهم ولا تحذرهم وإن تعتبرهم، فإنهم عبارة عن لا شيء وإن كانوا يتوهمون ذلك العكس المقيت الذي سينقلب عليهم في يوم ما.

إئاسن  إميدن   inasan  imidan 

قل للآخرين الذين يجهلوننا أو يتناسوننا أو يحاولون ذلك، بوعي أو عدم وعي، بطريقة أو بأخرى، المتعاملين معنا بسلاح الإهمال أن يتأكدوا بأننا:

نشنين نخس أذ نيري   nechinin  nkhas aniri 

بأننا موجودون وأننا نريد أن "نكون" وبدون مساومات، مادام لدينا الحق في الوجود، كيفما كان هذا الوجود وكيفما أرادوا له أن يكون، مهما كان الوضع وبأي ثمن، ولا نريد أن نكون عرضة للإبادة فردية كانت أو جماعية، مادية أو معنوية. بتلخيص العبارة، نحب الحياة ونحب أرضنا ولا يمكن لنا أن نعيش بدون هويتنا.

كيغ د خ يمرابضن    kighd   kh imrabdan 

مررت بالأولياء الصالحين، الواقفين بجانب الإنسان والأرض، الحاميين له من الشر ومن كل أذى قد يمس به، والعارفين بما يدور في داخله وما يجري على الأرض.

سقسان يي خ وراجي     saqsanay kh uraji 

هنا نجد أنفسنا أمام مفهوم آخر، فالمتعارف عليه، أن المريدين على الأولياء هم من يسألون ويتوسلون، أما عبد السلام فيفاجئنا بالعكس، الأولياء هم من يطرحون السؤال ويبحثون عن الجواب، عن سبب الانتظار. هنا نجد أيضا الأولياء يسأمون من سكون الأمازيغ، ينتظرون القيام ويحثون عن الحركة.

مين إيجين ءيمازيغن   min ijjin imaziɣan  

لماذا الأمازيغيون؟ هل هذه مقارنة مع الآخر أم توبيخ للذات أم هما معا؟

وار نتيري وار نهوكي؟    war ntiri  war nhokki 

لا نحرك ساكنا؟

هنا قد يكون الشاعر هو المتكلم والمتمم للسؤال بصيغة الجمع، ولا ينكر قسطه في تحمل المسؤولية في هذا الانتظار، ولم يلق هذا على عاتق الآخرين فقط، أم الأولياء أنفسهم من يطرح السؤال ويعترفون بإهمالهم للقضية؟

استغراب وتساؤل يطرحان أسئلة لا حدود لها: ما هو سبب الانتظار؟ أهناك دوافع خارجية أم عوامل داخلية؟ إحباطات سابقة؟ افتقار لرؤية واضحة المعالم؟ ...

نشنين ذ ءيمازيغن    nchnin  dimaziɣan  

نحن الأمازيغ، أبناء هذا الوطن وجذوره 

عاذ أوخا أنيري   ukha aniri ɛad 

انتظروا، لا داعي للسرعة، طال الزمن أو قصر سنكون أراد من أراد وكره من كره، رغم أنف كل معرقل واستبدادي، وسنرى من سيضحك في الأخير.

أد نعذر ثيباديوين   anaɛdar thibaddiwin 

نحسن الوقفات، نمعن في النظر، نكون نظرة وخطة عمل، وبعد ذلك يتبين لنا ماذا سنقوم به خطوة بخطوة.

وانتقليق كي ثكري    wan tqalliq gi thikri 

بدون تسرع، قد تؤدي العجلة إلى الهلاك أو إلى طريق آخر قد يكون مسدودا، قد يكون إيجابيا، قد يكون سلبيا، وقد يعود علينا بالفشل.

مارا دوقزن واجاجن      mara ttuqzan wajjajen 
أنزار أذ يوث خ رغاشي  
anzar adyaweth  kh rghachi 
خ وفادجاح ذ وبحري  
kh ufadjaḥ d ubaḥri  
أذ شضحن كي دماني  
ad-chad-ḥan gi dmani

إذا أتى الوقت المناسب وانقلبت الأوضاع، ستعم الفرحة العباد ويملأ السرور القلوب، يرقص الفلاح والبحار وتزدهر الحياة.

أذ يشضح بنعمان    adichdaḥ bennaɛman 
ذ تاغنانت ئوريري  
d taghnant n uriri

سترقص شقائق النعمان تتعنت الدفلى، "بنعمان" هي الأنا/الهوية و أريري هو الآخر/المستبد.

أناري سوا وار نغ   anari s wawar neɣ 
أد نار أمزكارو ني  
ad nar amezgaru nni

سنكتب آنذاك لغتنا وسترجع المياه إلى مجاريها.

ثيموزغا+ محمد ششة مطعم بمعلومات الأستاذ عبد المنعم الأزرق

 

 

تعليقات

التنقل السريع